فولفكانك بوخنر.. يمنح الجبل قصص الفن وروح الحياة

فولفكانك بوخنر..

يمنح الجبل قصص الفن وروح الحياة

بدل رفو مع فولفكانك بوخنر

بدل رفو المزوري

[email protected]

في الغاليري الجديد لمتحف يوهانيوم بمدينة غراتس النمساوية  في مقاطعة شتايامارك ،. وتحت عنوان الملح الصادئ في  هيربست بيرك ، أقيم  معرض  الفنان النمساوي العالمي  فولفكانك بوخنر (مواليد 1946ـ مدينة ميرتسوشلاك  الذي يعيش حاليا ومنذ اوائل السبعينيات في غراتس . وقد سبق افتتاح المعرض مؤتمر صحافي  حول المعارض وهذه المرة حول  معرض  الفنان  بوخنر...

يعتبر فولفكانك بوخنر  احد فناني دولة النمسا في تنوع  ممارسته لانواع الفنون وصهر الفن في بوتقة التكنيك ايضا. ويعتبر من الفنانين المشهورين  المعاصرين في النمسا وقد سبق ان عاش في اليابان  ، وقد بدأت شهرته  كفنان في منتصف الستينيات   .

معرض الملح الصادئ افتتح  في 142 2009،  في الطابق الاول من الغاليري الجديد. وتم تقسيم المعرض الى 8 صالات ؛  وتنوعت ابداعات الفنان في كل صالة ، نوعا واسلوبا ، وفي طريقة تعامل الفنان بوخنر معها.

يوفر معرض  فولفكانك بوخنر نظرة عامة عن اعمال الفنان  في مجال التفاعل بين العلم والفن البصري.  بعد دراسته الجامعية الحرة في الفلسفة  والعلوم الطبيعية وعلم الاعراق البشرية في جامعة غراتس ،  اخذ يربط فنه بدراسته وقام بتصوير الاعمال الشعرية  مستغلا الفنون المرئية ، وبذلك ارتبط ارتباطا  وثيقا بالجبل والطبيعة.

لقد كانت لوحات الفنان غرانيت على الورق  لمدينة غراتس في بانوراما جميلة  وكذلك نماذج تشريحية لاجساد عارية وفتيات راقدات  بصور فنية واغراء جذاب .وكذلك لم يكن الشرق بعيدا عن اعماله فقد صور الشرق واسواره القديمة..

يتألف المعرض من 14 حقلا ً فنيا موزعة على 8 صالات  مزينة بلوحات ووثائق  ونماذج شعرية متنوعة الأخيلة .  ويصف بوخنر النماذج الشعرية بالخيال وعالم آخر متنوع المنشأ ويفتح مرآة لناظريها . ويتجلى الخيال الشعري في جريان الماء  من عمق الجبل ملحا وقبابا في  اشكال خيالية  ،وليس  من الملح الابيض بل الملح الصدئ  وكالحديد الصدئ ، كذلك هو الملح.

يختصر المعرض تجارب فنان  في مجال التفاعل  بين العلم والفن البصري . وفي حديث خاص معه  حدثني عن مسيرة حياته  ونتاجاته في اليابان ، وكيف تمكن ان يربط فنه بالتاريخ القديم وخاصة في القرن الثاني عشر وايام القيصر من خلال عمله "كتاب الطير"  والذي يعتبر من اول الكتب في نشأة الطيور . و عرض صور زهرة صينية بمراحل تطورها في بيت ياباني داخل احدى صالات المعرض . وخصصت احدى صالات المعرض تكريما  للباحث الالماني الراحل الفريد فيكنر وصوره الفوتوغراقية الرئعة في اكتشافاته عن الثلج والحياة (1880 ـ 1930).

من بين لوحات الفنان كانت لوحة حول الحب والعشق، استخدم فيها اللون بصورة مكثفة ؛  وقال إنها قريبة من لوحات مارك شاجال  . ولكنه  في الفترة الاخيرة يميل الى رسم  لوحات يمزج فيها الجبل بالحياة وبدراسته الاكاديمية  من اجل خلق حالة حية يعيشها الفنان .

اقام الفنان معارض كثيرة  في النمسا وخارجها و  بصورة مكثفة  في غراتس نظرا لارتباطه الكبير بهذه المدينة. وهو عضو اتحاد ادباء وكتاب غراتس وعضو اتحادات ومنظمات اخرى.

زيارة الى معرض الفنان بوخنر المبتسم وغاليري غراتس الرائع تنسي الانسان هموم الحياة والسياسة  ومتاعبها وتقلبات جوها ومزاجيات  الانسان  المعاصر.