المرأة الاسكتلندية التي فَاجأتْ وهزت العالم بصوتها
المرأة الاسكتلندية التي فَاجأتْ وهزت العالم بصوتها
منير مزيد / رومانيا
سوزان بويل : امرأة بسيطة ، قروية تبلغ من العمر 47 ، عاطلة عن العمل وغير متزوجة ولم يقبلها أو يلمسها أي رجل طيلة حياتها . قضت حياتها مع والدتها و كانت تتمرن على الغناء منذ نعومة أظفارها ولطالما حلمت أن تصبح نجمة غناء .
صعدت سوزان بويل إلى خشبة المسرح للمرة الأولى في حياتها في برنامج اكتشاف المواهب في بريطانيا وكانت ترتدي فستانا قديما ممتلئة القامة ، و مظهرها الخارجي يبدو و أنها امرأة بلهاء ، وجهها خالي من أي مساحيق تجميل ، و شعرها غير مصفف يغزوه الشيب .
وقفت على المسرح أمام لجنة التحكيم المكونة من سايمون كاول صاحب فكرة البرنامج
و بيرس مورغان و أماندا هولدن وكانت علامات الاستهزاء والسخرية على وجوههم، ولم تكن ردة فعل الحضور أفضل من حال لجنة التحكيم . فهزأ الجميع من شكلها الخارجي وطريقة وقوفها على المسرح وسذاجتها في الرد على الأسئلة إلا أنها لم تأبه لأي ردة فعل بل بقيت متماسكة ومحافظة على سجيتها القروية وعندما سألها بيرس مورغان عن حلمها ، فأجابتْ أن تصبح نجمة غناء ، فهزئ منها وبدأ الجميع بالضحك والسخرية عليها إلى أن فتحت فمها، سرعان ما انطلقت النغمات الملائكية من صوتها العذب وهي تغني أغنية " حلمت حلماً " المأخوذة من العرض المسرحي الغنائي " البؤساء" والتي تعتبر من بين أصعب أنواع الأغاني وانطلق مع صوتها الآهات والصحيات لتنفجر القاعة بالتصفيق وليقف الجميع لها والدموع ترقرق في المقل .
لحظة إنسانية هزت العالم المريض بوهم الشكل والهندام والأناقة التي أصبحت العنوان العريض لنجاح الفنان لتسقط سوزان بويل كل أقنعة الزيف ولتنتصر موهبة الفنان. وقد لمحت
" سوزان بويل" في لقاء معها إلى أن الناس يهتمون بالمظهر والأناقة، وهي لا تملك أيا منهما
وإنما تملك صوتا جميلا وموهبة نمتها بالغناء المتواصل في البيت منذ أن كانت في سن الـ12 ونحن نقول هذا هو رصيدك وهذا يكفي لتكوني فنانة. وأنا واحد من عشق صوت صوتك ايتها أقول انك الأجمل و أجمل من كل مطربات التعري والفن الرخيص . فانت بين ليلة وضحاها أصبحت مدرسة و نموذجا للفن الإنساني الأصيل. فلا عجب انك الآن تتربعين على عرش قلوب البشر في هذا العالم و قريباً ستتربعين على عرش الغناء .
منذ تلك اللحظه أصبحت سوزان بويل نجمة الإنترنت الأولى في العالم وحديث البشر و وسائل الإعلام من مختلف بقاع العالم مما دفع صحيفة واشنطن بوست بالقيام بنشر صفحة كاملة عنها
و لتحل ضيفة على برنامج أوبرا وينفري الشهير .