بوركتَ يا عمرو خالد
بوركتَ يا عمرو خالد
نعم ..الفنانات التائبات مدعوات
إلى العودة إلى التمثيل وتقديم الفن الملتزم
|
|
نجدت لاطة عمرو خالد
لله درك يا عمرو خالد ، ما أنضج عقلك ، وما أوسع فهمك ، وما أبعد نظرك، في دعوتك الفنانات التائبات للعودة إلى التمثيل وتقديم الفن الملتزم .
فنحن منذ عقود طويلة ننتظر من يرشدنا في ظلمات العصر الحديث إلى التعامل الصحيح مع كل معطيات الحياة المعاصرة ، في كل ناحية منها ، وفي كل علم وفن ، لنصنع الحياة التي يرضى الله تعالى عنها ، دون أن نبخس الناس أشياءهم وعلومهم وفنونهم وآدابهم .. فكنتَ أنت يا عمرو خالد المعلم والمرشد في هذه الظلمات .
فقبل شهر رمضان ألقى الأستاذ عمرو خالد محاضرة عن الثقافة والفنون ضمن برنامجه (صناع الحياة) في قناة اقرأ، ودعا فيها الفنانين التائبين والفنانات التائبات إلى العودة إلى التمثيل لتقديم الفن الملتزم، بالقدر الذي يستطيعونه ضمن إمكانياتهم، فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها ، بل إن الله تعبّدنا بالاستطاعة .
وأتساءل ـ في البداية ـ هل وقف الإسلام يوماً أمام الفنون وحاربها ؟ هل منع الرسول صلى الله عليه وسلم أحداً من تقديم الفن الذي يجيده؟ الذي ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه منع التصوير فقط . والتصوير كان يعني في ذلك الزمان هو نحت الأصنام، فلم يكن بين العرب رسامون، ولم يكن أحد من العرب يصنع التماثيل للزينة . فالنحت الخاص بالأجسام التي فيه روح هو المنهي عنه في فن النحت، أما غير ذلك فلا شيء فيه . أما بقية الفنون فقد تقبّلها الإسـلام وحثّ عليها، ولكن ليس على علاّتها الجاهلية، وإنما هذّبها وقدّمها بصورة تليق بالإنسان روحاً ووجداناً وفكراً وخيالاً وخلقاً وديناً. وبما أن الشعر كان هو الفن الوحيد عند العرب فقد نزلت سورة ( الشعراء ) خاصة به ، تحدد وتؤطر المسموح وغير المسموح به في فن الشعر، ويندرج تحت فن الشعر كل الفنون الأخرى الموجودة في الأمم الأخرى. وإذا كان من الشعر حكمة كما قال عليه الصلاة والسلام فإن من الفنون الأخرى حكماً أيضاً، وإذا كان الشعر كلاماً ، حسنه حسن وقبيحه قبيح فكذلك الفنون الأخرى فحسنها حسـن وقبيحها قبيح . والمرجع والحاكم في هذه الفنون هو ذوق المسلم الذي يتخذ من الإسلام منهجاً.
وهل يعقل أن نحذف من مجتمعنا الفنانين ؟ ولماذا خلق الله هذه المواهب في الفنانين ؟ ألكي يدفنوها في أعماقهم؟ أليس هذا جنون ؟ اقرأ معي ما كتبه الدكتور أحمد الفنجري في كتابه ( الإسلام والفنون ) يقول : " الفن الهادف الجاد يعمل على الرقي بمشاعر الإنسان وأحاسيسه ، وتهذيب سلوكه ، وصيانته عن الانحراف ، وهذه هي نفس رسالة الدين.. والإنسان الفنان يكون في نظري أقرب من غيره إلى الله، لأنه بحسه الفني يدرك جمال الدنيا وعظمة الخالق ، مما يجعله أكثر تقديراً لعظمة الخالق ".
والفن السينمائي هو أحد الفنون المهمة في هذا العصر، بل هو يأتي في مقدمتها بلا منافس ولا منازع في تأثيرها الكبير في توجيه الإنسان في النواحي السلوكية والذهنية والنفسية. وهل بقي شيء في الإنسان غير هذه النواحي ؟ فهذا يدل على الجرم الكبير الذي يقع فيه بعض علمائنا المتنطعين حين يحرّمون التمثيل أو يحرّمون السينما . بل أقول نحن مطالبون باحتراف هذا الفن وإجادته وتقديمه إلى الناس لنكسبهم إلى صفنا بدل أن يكونوا في صفوف الذين لا يتقون الله في هذا الفن .
وكم فرحت حين دعا الأستاذ عمرو خالد الفنانين التائبين والفنانات التائبات إلى العودة إلى التمثيل وتقديم الفن الملتزم ، وقد كنت ألقيت قبل عام محاضرة عن ضرورة إشراك المرأة في المسرح الإسلامي في رابطة الأدب الإسلامي في الأردن، والحديث يشمل أيضاً السينما والمسلسلات والقنوات الفضائية، باعتبار أن هذه الوسائل الإعلامية هي الأهم في عصرنا بعدما ضعفت الوسائل الإعلامية الأخرى كالصحف والمجلات والكتب . فكان من الضروري التوجه إلى هذه الوسائل الإعلامية ذات التأثير الساحر في الناس.
وقد جعلت عنوان المقال خاصاً بالفنانات التائبات لأن موضوع المرأة حساس جداً عند الإسلاميين ، فكان لا بدّ من التركيز عليهن.
فنحمد الله أن الإسلاميين أصبحوا يتقبلون مثل هذه الأفكار، وعما قريب سنشهد ـ بإذن الله ـ سينما إسلامية وقناة إسلامية.