غزة ودور النشيد
غزة ودور النشيد
نجدت لاطة
ضرورة وجود حالة غزة في الأمة :
أعجبتني إجابة الرئيس السوري بشار الأسد حين سُئل في مقابلة مع قناة (المنار) عن قضية غزة، فقد قال : غزة وحرب تموز في لبنان ومن قبلها جنين.. الفائدة الكبرى من هذه الحروب إبقاء حالة المقاومة في وجدان وضمير الإنسان العربي بعدما هيمنت قضية السلام والاستسلام عند الكثيرين.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إذا خشيت أمتي أن تقول للظالم : يا ظالم، فقد تُوُدّع منها. أي لم يعد فيها خير.
فلا بدّ أن يكون في الأمة مَن يقف في وجه الظالم سواء أكان حاكماً أم عدواً، مهما تكن الخسائر.
دور النشيد في حالة غزة وأشباهها :
من المعروف من الناحية الشرعية أن المسلمين في جميع أصقاع الدنيا أصبح الجهاد عليهم ـ في حالة غزة ـ فرضاً، وهذا الفرض لا يختلف عن فرض الصلاة والصوم والزكاة وسائر الفرائض.
والقيام بهذا الفرض في قضية غزة لا يعني القيام بالجهاد القتالي فقط، وإنما الجهاد القتالي يمكن أن نقول أنه أهمها، وهذا لا يعني التقليل من بقية النواحي الأخرى، فالطبيب الذي خاطر بنفسه ودخل غزة للقيام بواجب مداواة الجرحى لا يختلف عن المجاهد الذي يحمل السلاح. ومراسلي قناة (الجزيرة) الذي كانوا قاب قوسين أو أدنى من الموت لا يقل دورهم عن أي مجاهد من حماس، لا سيما أن هؤلاء المراسلين هم الذين استنفروا المسلمين وأمم الأرض كلها للوقوف مع أهل غزة.
بمعنى أن الفرض يقع على كل من يستطيع أن يفعل شيئاً في قضية غزة، فالفرض يقع على المنشد والشاعر والفنان والإعلامي والطبيب وخطيب الجمعة والسياسي، وكذلك على الذي يستطيع جمع التبرعات وأكياس الدم، وكذلك على الغني من خلال ماله، وكذلك على الذي يجيد استخدام الكمبيوتر والإنترنت بدقة عالية كما فعل بعض الإسلاميين الذين دخلوا على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية ونشروا صور مذابح غزة لكي يطلع عليها الغرب ممن يتابع الصحف والمواقع الإسرائيلية.
وبخصوص النشيد، فإن المنشدين الذين أنشدوا في المهرجانات الخاصة بنصرة غزة، والمنشدين الذين صوّروا أناشيد فيديو كليب خاصة بغزة.. كان لهم دور في استنفار وجدان الأمة للوقوف مع أهل غزة.
وأنا لا أعذر أي منشد لم ينشد لغزة في هذه الفترة، وشأنه شأن الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فمن غير المعقول أن نجد الأمة في حالة استنفار عارم ومن ثم نجد منشداً يجلس مكتوف الأيدي. فلا بد من إصدار أنشودة أو عدة أناشيد خاصة بغزة، وبما أننا في عصر الفضائيات فلا بد أن تكون هذه الأناشيد بشكل الفيديو كليب، وإن عدم وجود الدعم المالي ليس عذراً، وأنا قلت لأحد المنشدين أنه يكفي في أقل تقدير أن يصوّر المنشد نفسه وهو ينشد لغزة ومن ثم يضع وراءه صور مذابح غزة، فتكون التكلفة قليلة جداً. هذا إذا تعذر إنتاج فيديو كليب ذي الكلفة العالية.
أوبريت عن غزة :
وينبغي على المنشدين في كل بلد أن يجتمعوا خلال أحداث الحرب وينتجوا أوبريت جماعي، ومن ثم تصويره في شكل فيديو كليب. وهذا الأوبريت لن يكون مكلفاً أيضاً، وهو ضمن الاستطاعة المالية للمنشدين.
وكان الأصل أن تقوم رابطة الفن الإسلامي بهذه الأوبريت في كل دولة، بحيث يقوم رئيس الرابطة المنشد أبو راتب بالاتصال بالمنشدين الذين هم أعضاء في هذه الرابطة وحثهم على تقديم أوبريت خاص بغزة، فيجتمع المنشدون ـ حتى ولو كان عددهم قليلاً ـ فيقدمون الأوبريت.
وكان الأصل أيضاً أن تقوم الحركات الإسلامية بحث المنشدين على تصوير هذا الأوبريت، وتقديم الدعم المالي لهم. لأن الأعمال الفنية صار لها دور كبير في عصرنا يفوق معظم الوسائل الأخرى.
فالذي أريد أن أقوله أنه كما أن المجاهدين في غزة في حالة استنفار وقتال شرس ضد اليهود، فكذلك ينبغي على كل واحد فينا ـ ممن يستطيع فعل شيء لأهل غزة ـ أن يعيش خلال الأحداث في حالة استنفار.