مسلسل باب المقام

جهل وتحريف وتشويه

للمدينة المعارضة

محمود شيخ الكار

يعلم أبناء حلب أنهم يدفعون منذ عقود ثمن معركتهم الخاسرة التي خاضوها ضد النظام البعثي والتي ابتدأت منذ الثامن من آذار 1963 يوم كان الصراع بين القوى الوحدوية التي تشكل نسيج المدينة وقوى عفلق والبيطار والحافظ وفي مرحلة تالية ضد جديد وحاطوم وفي مرحلة ثالثة ضد الأسد الأب ملفوفا بمشروع السابعة والستين وما تلاه .

مواطني حلب وحماة أيضا المدينة العصية يعلمون أنهم مصنفون مواطنين من الدرجة الثالثة وأن مدنهم مصنفة مدنا في الدرجة السابعة في سلم التنمية وفي حظها من المشروعات في الموازنة العامة منذ أيام تم سرقة موضوع مستشفى تقدمت به دولة الامارات العربية لمدينة حلب لمصلحة مدينة حمص قال بعض المعلقين لأنها بلد زوجة الرئيس وقال آخرون بل لأن المدينة مسكونة بنسبة غير قليلة من المواطنين السوبر

يعلم أهالي حلب وهم يعيشون منذ عقود أزمات متلاحقة في النظافة العامة والغاز والخبز والرز والسكر ومن حظ أبنائهم في الوظائف العامة والمواقع والبعثات يعلمون أنهم يدفعون ثمن معارضتهم ورفضهم الدخول إلى بيت الطاعة بكل ما فيه من رياش وأثاث

ولكن لم يتصور أبناء حلب أن يصل الأمر بالنظام الجافي أن يستخدم في حربهم شاشة التلفزيون وأدوات الفن التي باعت نفسها لإرادة الشيطان ودخلت في مشروع تشويه صورة المدينة وتاريخها وطبائع أبنائها وعلاقاتهم وأساليب حديثهم ولهجتهم في عمل درامي سقيم الجهل مادته والكذب والافتراء حشوته وبطانته

لن أدخل في التفاصيل ولكن ألايستحي مدير التلفزيون السوري أن يبث مسلسلا لايعلم كاتب نصوصه ولامخرجه ولا ممثلوه أن كتاب الكامل في التاريخ هو لابن الأثير وليس للطبري وأن عنوان تاريخ الطبري هو حزيرة رمضان في برنامج من يستحق مليون حلبية على راسو

ألايعلم كاتب النص ومخرجه وممثله ومدير التلفزيون والرقابة التي أجازت المسلسل أن القاعدة العامة أن أبناء المدينة هم الذين يذهبون للخدمة في الريف وليس العكس كما هو حال الآنسة سعاد العبد الله التي جاءت من كفر تخرييم لتعلم أبناء حلب ومنذ الخمسينات ألايعلم هؤلاء جميعا أن تحرر المرأة وخروجها سيفور على لغة أبو الكيف سبق في المدينة قبل كفر تخرييم

ألم يلحظ هؤلاء أن عمر حج بكري الذي أريد له أن يمثل ظاهرة التطرف الديني هو قريب جدا على عمر عمه ياعمو وأن عمره مبكر جدا على عمر ظاهرة التطرف التي لم تنتشر إلا بعد السابعة والستين

وكذلك شخصية الحاج صالح بمثاليتها التبشيرية شديدة المباشرة

أما شخصية صفية ففي أي بيت حلبي يمكن أن تسمع بنتا رقيقة أو جفصة !! تنادي على أبيها باسمه أو تشير إليه به

أما الهبلة الشخصية المستنسخة من شخصية كاتب النص أو شخصية المخرج والحكايات المفتعلة عن طقطق الفستق الحلبي إلا ما طقطق ولعلم الكاتب والمخرج أن الناس في حلب لايصفون الفستق بأنه حلبي وإنما تنشد واحدة مثل صفية

طلعت عسطوح ضربني الهوى

شافني دكتور وصفلي دوا

فستق وبندق وكعك الهوى

أوقفوا هذا المسلسل الهابط واضربوا به وجه مخرجه   

قرد ولو