الأقصر اليوم
رائد فن الكاريكاتير بالأقصر "محمود ثابت الكيلاني"
"المعابد الفرعونية والموهبة التلقائية سر نجاحي"
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
البساطة والتواضع وطلاقة اللسان سمات مبدعنا الذى طال حديثنا معه فكما انتهينا من حديثه وأغلقنا ملفه بدأنا من جديد وكأننا نغرف من نيل جارى وسبيل عذب ، إبداعاته تحتاج إلى ساعات وساعات يميل إلى الحرية فى اختيار اللفظ قبل أن تنبث شفتاه بنطقه ليس به غموض فهو موهبة فريدة ، ذو نضوج فكرى، ساخر فى رسوماته الكاريكاتيرية، جاد فى عرض قضاياه من قلب الشارع الأقصرى والمصرى والعربى ، تناول جميع الأعمال البيئية ما سح الأحذية – الحلاق – بائع البطيخ – صانع الأقفاص الجريدية – بائع الدندورمة والعرقسوس ، رسومه بلغت الأفاق فى جريدة الأخبار مع الفنان الكبير / مصطفى حسنين - فى صفحته حاول تبتسم ومما يميز ضيفنا على مائدة "الأقصر اليوم" محمود ثابت محمد عبد الرحيم الكيلانى – الواقعية المؤثرة والعفوية المرجوة من أبناء الجنوب الإبحار فى إبداعات الفنان – محمود ثابت – ليس لها شط ترسو عليه مراكبنا فهو من مواليد الأقصر فى 21/7/1954م حاصل على ليسانس الآداب والتربية فى اللغة الإنجليزية عام 79 ويعمل الآن مدير إدارة الوحدة المنتجة ففى صومعته الفنية وألوانه الزاهية وأقلامه المتناثرة وفرشاته الزرقاء والحمراء وأوراقه المبعثرة فى مرامه كان لنا معه هذا اللقاء فقال ...
-بدايتى لقد نشأت فى أسرة بسيطة متواضعة بحى البوستة بالأقصر وهو حى يغلب على أفراده طابع الفكاهة والدعابة والسخرية والمرح وكان كثير المزاح اختزنت هذه المواقف والطرائف اليومية فى نفسى منذ الطفولة وقد تأثرت بالفن التلقائي عند والدتى رحمها الله فهى من سلالة "آل القاضى" بقوص وهم أهل علم وفكر وأدب كما هو مشهود لهم ..وكانت والدتى تجيد أعمال الفنون اليدوية وفن الرسم بشكل بسيط وتلقائي فكنت دائم التأمل والمتابعة معها وشجعتنى واشترت لى كراسة وقلم حتى أستطيع ممارسة هذه الهواية بحرية ..
-أجدادى الفراعنة ومسجد سيدى أبو الحجاج كان لهما النصيب الأكبر فى تكوين الصورة الكاريكاتيرية لدى فكنت أتوجه إلى المعبد وأرسم بهو الأعمدة الشاهقة والتماثيل الرابضة فوق ساحة المعبد وأول من عرفت على يديه الفن الكاريكاتير هم ، فكنت أشاهد كبش بجسم إنسان – رؤس حيوانات على جسم إنسان وذلك يعبر عن لمسة كاريكاتيرية ثم اتجه إلى المنتزه بساحة أبو الحجاج الآن وأصعد على سلم المسجد وفى النهاية ألقى بنفسى تحت شجرة من أشجار المنتزه حيث الورود والأزهار الجميلة والعصافير الملونة ..
-رحلتى مع الفن الكاريكاتير بلغت حوالى 35 عام والكاريكاتير موهبة وإبداع ودراسة أكاديمية ويغلب على رسوماتى السخرية والجدية والواقعية ..
-مواصفات رسام الكاريكاتير الذكاء والفراسة والإطلاع على الأحداث الجارة يستنبط منها أعماله ويغوص فى مشاكل وأعماق المجتمع وأن يكون لماحاً لما يدور حوله من أحاديث يستطيع أن يستشف منها بكل ما هو جديد ..
-أول ما يفت انتباه المشاهد للكاريكاتير تعبيرات الوجه إذا كان ينظر بحدة أو بابتسام أو بغضب أو بضحكة أو بعصبية و تلك تأثيرات مهمة على القارئ ..
-أحمل فى طيات حقيبتى الكثير من العضويات مثل عضو رابطة الكاريكاتير ومشاركات فى معارض كثيرة للفنون التشكيلية ومؤتمرات الكاريكاتير بمنيل الروضة 82 وبقصر ثقافة الأقصر 87 وبالمدرسة الفندقية 76 وديوان عام المديرية بالأقصر 2006م ..
-ومن أهم الأعمال الفنية مجسم لمعبد الأقصر وقد راعيت فيه المظاهر الإبداعية التى تترجم هذا الأثر الخالد ورحلتى مع إنتاج هذا المجسم تنم عن معاناة كبيرة وسهر ليالى وقراءة كتب التاريخ الفرعونى والاستعانة بالصور الفوتوغرافية التى تجاوزت 500 صورة من أجل أن يكون العمل صادقاً معبراً وواقعياً بقدر الإمكان وقمت بطلاء المعبد بلون المعبد الأصلى بلون قاتم مطفى حتى يدل على عبق الزمن والتاريخ وأن يكون ملائماً ومشابهاً للبيئة الأثرية التى عليها ..
-عبد الله أحمد عبد الله ( ميكى ماوس ) - الفنان الكبير/ مصطفى حسين – شيخ شعراء الصعيد محمد أمين الشيخ – أسماء لثلاثة مبدعين ساهموا فى إثراء حياتى الكاريكاتيرية فالمبدع التلقائي والمؤرخ السينمائي "ميكى ماوس" كان دائماً يوجهنى فى صياغة الجمل الكاريكاتيرية وتحقيق مواضع الفكاهة والنكتة فيها ، أما مصطفى حسين – فاحتضني فى صفحته المعروفة حاول تبتسم وقد شاركته فى جميع شخصياته التى ابتدعها مثل الكحيتى – عبده العايق – على بك الأليت وكمبوره وقاسم السماوى ومطرب الأخبار ، أما " الشيخ " فكانت لى صلة وثيقة به فكنت أشارك بأعمال الكاريكاتيرية فى مجلة قوص التى كانت يشر عليها وكنت أترجم بعض قصائده إلى رسوم تعبيرية وتشكيلية وخاصة بعض قصائده الوطنية ..
-الفن لا يزال يجرى فى عرقوى من المرحلة الابتدائية كانت لوحاتى تنال إعجاب زملائي وكانت المعلمة تعطينى مكافأة وهى علبة ألوان"شمع" وكنت أرغب فى الالتحاق بإحدى كليات الفنون الجميلة بالقاهرة ولكن ظروف المعيشة صعبة للغاية لتوفير مصروفات السكن والإعاشة والدراسة والملبس حالت دون ذلك فالتحقت بكلية الآداب والتربية بقنا التى تبعد حوالى 60ك عن الأقصر..
-أعمالى نشرت فى جريدة الأخبار – حاول تبتسم – إلى المحرر – البعكوكة – كاريكاتير – مجلة قوص– الأقصر اليوم "جريدتى المفضلة"–صوت الأقصر– والعديد من المجلات والصحف العربية.