حين تغدو الصور أفلاماً وأرشيف السينما في معرض المتحف العالمي في النمسا
حين تغدو الصور أفلاماً وأرشيف السينما
في معرض المتحف العالمي في النمسا
بدل
رفو المزوري
بدأ تاريخ السينما في اقليم شتايامارك النمساوي والذي يعد بدوره اضخم اقاليم النمسا عام 1896،في مدينة ليوبين النمساوية،وهذه الايام غدت خالدة في تاريخ السينما حسب ماعرضته الوثائق والنصوص في معرض المتحف العالمي عن تاريخ السينما الاقليمية تحت شعار(اضواء اشرطة)ويضم الافلام والسينما من عام 1896 لغاية عام 1945.
انطلقت الحركة الاولى للسينما الاقليمية في 16 سبتمبر من عام 1896 في صالة فندق(صوب البريد) حين تم العرض الاول عبر المسرح وكان قد تم ادراج عبارة(رحلة عبر العالم)،في البرنامج وفي هذا العرض تمتع الجمهور باضواء العالم والجمال وشئ جديد وحسب الوثائق انبهر اهالي مدينة ليوبين بالعرض الاول.كانت الافلام في ايام السينما الرائدة لعرض الحركات وتسجيلات قصيرة واحيانا لا تستغرق دقيقة واحدة بالاضافة الى عرض وسائط النقل،اومقاطع ومشاهد من المدينة.
في المتحف العالمي في غراتس وفي الطابق الارضي تعددت مجاميع ولمحات عامة عن السينما والافلام والملصقات والصور وقصاصات الصحف والتي تعد وثائق على المشهد والحركة السينمائية في اقليم شتايامارك.يوجد في المعرض بجنب الافلام الخاصة الافلام والوثائق والشهادات والافلام الاعلانية ،وافلام روائية صامتة من عصر السينما الصامتة.وعلى بساطة السينما فقد ربطت كاميرة سينمائية على القطار المتوجه الى المدينة المقدسة (ماريا سيل) لتصوير حركة القطار والطبيعة في وقت واحد.
لقد تناول المعرض الظهور الاولي وتشييد العدد الكبير من صالات السينما في الاقليم،وايضا كانت هناك ظاهرة لصق شاشات كبيرة على جدران الكنائس المهجورة بالاضافة الى العروض السينمائية في قاعات المسارح الجميلة،حيث كان الاعتماد عليها كثيرا.
يبين المعرض التحول من الافلام الصامتة الى افلام الصوت بالاضافة الى الاهتمام المثير لهواة وعشاق الافلام من فترة الحرب العالمية الثانية وقد تم الحفاظ على هذا الارث السينمائي. يعد الرائد(اوسكار كيركي) احد رواد المهتمين بالسينما في الاقليم حيث اسس عام 1906 اول صالة سينما في مدينة غراتس(عاصمة اقليم شتايامارك) واما(فريتس موخيتش)فقد انطلق بالالعاب في الهواء الطلق.وانشغلت سينما الاقليم عام 1940 بفلم نزهة الام في عيدها وهو يطرق الجوانب السياسية في تلك المرحلة من تاريخ النمسا.
معرض اضواء اشرطة ـ يلقي الضوء وبصورة دقيقة على استخدام الصورة والفلم والباحثين عن الادوات البسيطة والانطلاقة الاولى والسفر الى معجزة السينما في الاقليم بالرغم من ان الافلام وقتها كانت تخلو من القصة والسيناريو والفكرة وقد انشغلوا بتصوير الاماكن والناس والطبيعة وفي هذه الفترة طرقت السينما ابواب المدن وفي سبتمبر 1896 وبعد اشهر قليلة فقط من العرض الاحتفالي السينمائي في فيننا وهذه الاحتفالية كانت الاثار الاولى للنمسا على طريق السينما ابتدأ التاريخ للاقليم باولى النشاطات وما يشبه المشاريع في مدينة (ليوبين).
المعرض الكبير للفلم والسينما اضواء اشرطة (1896ـ1945) يعرض مجاميع ووثائق وكاميرات سينمائية في المتحف العالمي وقد افتتح المعرض يوم 27\2 ويستغرق لغاية 2\11\2014 ويعد بدوره نظرة ثاقبة الى عالم ارشيف السينما في الاقليم وخلال هذه الفترة تم البحث عن خيوط واسرار ووثائق تخص نشأة السينما وتم العثور على الانتاج الخاص بالاضافة الى الصحف والمنشورات وملصقات الافلام القديمة والصور وتم توثيق هذه المواد عبر صالات السينما القديمة.
معرض اضواء اشرطةـ يستحق الاهتمام بنظرات ثاقبة الى جوانب الانتاج السينمائي في الاقليم وبهذا يسافر المتحف العالمي عبر معرضه الى بدايات المجاميع والوسائط المتعددة للسينما والى اثار رواد السينما وعرض انواع مثيرة من الكاميرات السينمائية في الطابق الارضي في وقت كان الجمهور يمشي مسافات طويلة لمشاهدة ماذا يعني الفلم السينمائي .لقد مرت السينما في الاقليم الى تحولات منها الصامتة ثم الناطقة وفي نهاية العشرينيات تم عمل افلام عن الناس والذين غدوا ضحايا الازمة،وفي خضم الحرب العالمية الثانية تحولت السينما الى عمل افلام حول الحرب ووجدت في المعرض صور الجنود النمساويين في مدينة غراتس وللعلم بان الصور كانت الاساس الرئيسي لانطلاقة السينما بالاضافة الى الناس والمدن والطبيعة والتي غدت افلاما وثائقية للتاريخ وكذلك يبرز المعرض شركات الانتاج الالمانية في الاقليم بالاضافة الى الافلام الوثائقة فقد انشغلت السينما في وقت مبكر بالافلام السياحية حيث للاقليم طبيعة ساحرة.
تسجيلات وافلام المعرض توثق ثقافة زمن من الوعي والادراك والصورة لمدينة غراتس حيث تحتفظ على وثائق كثيرة في صناعة السينما ولذلك يعد المعرض صفحة ناصعة ومهمة لعشاق السينما وخاصة وهي تحتضن اشهر السينمائيين في العالم عبر مهرجاناتها السنوية في صناعة السينما.