نغمة في قلب كل عذراء
حصلت مقطوعة (ملتقى النيلين) للموسيقار الراحل برعي محمد دفع الله على جائزة أفضل مقطوعة موسيقية في مسابقة عالمية أقيمت في إحدى المدن الافريقية ، وقف الموسيقار الكبير أمام (أيزاك هيث) الذي كان يتراس لجنة المحكمين في المسابقة ليتسلم جائزته ، فتوجه نحوه (هيث) بنظرة فيها الكثير من الإعجاب وهو يقول له : إن بلدك ستفخر بك يوما ، صدقت كلمة رئيس لجنة التحكيم ، أصبح الموسيقار برعي محمد دفع الله نغما في قلب كل عذراء سودانية المشاعر.
< طلبت الفنانة الزامبية (فيكي بلين) أثناء زيارة فنية لها لإقامة حفل في المسرح القومي بأم درمان ، طلبت من العازف (عثمان المو) أن يكون عازفا ضمن فرقتها ، إلا أن العازف الكبير رفض عرضها بشدة ، مؤكدا لها أن مجرد إبتعاده عن وطنه السودان سيكون بمثابة حالة من الموت البطئ لأيامه ، فاستجارت بي بإعتباري أنني من أكثر الأصدقاء قربا إلي قلبه ، وبمجرد أن علم العازف الكبير أن حديثي معه يدخل في دائرة إقناعه بالهجرة معها إلي امريكا ، دخل معي في حالة من الخصام إستمرت طويلا ، كان هذا الرائع يقول دائما لمن حوله أن أكون عازفا منسيا داخل إذاعة أم درمان خير لي من أن أكون عازفا متوجا في أي بلد آخر.
< للمرة الألف وأن أكتب حول العشرات من الأغنيات الداعية للهبوط في مجتمعنا المؤسس على فضيلة الإيمان ، ولا أحد يسمعني كأنني أتحدث تحت حالة من برودة تصل إلي الأقل من درجة الصفر ، ذهبت قبل أيام الي حفل عرس لأحد الأصدقاء ففوجئت بفنان لا أعرف له اسما يتمايل على المسرح وهو يقدم عددا من الأغنيات الهابطة ، من بينها أغنية يقول مقطع منها (أنا ورنده قفلنا البرنده) فأخذت أسأل نفسي عن الشئ الذي يمكن أن يحدث بعد إقفال هذه (البرندة) فقال لي أحد الخبثاء تأكد تماما أن هذه (البرنده) ستظل في حالة من الإغلاق مستتر تقديره.
< زارني شاعر البحر القديم الراحل مصطفي سند في منزلي بقرية الختمية بكسلا ، يصحبه عدد من الزملاء من بينهم الشاعران مختار دفع الله وعبد الوهاب هلاوي ، وبعد أن تناولنا كوب ماء بارد من نبع توتيل توجه نحوي طالبا مني أن اسمح له برؤية (العنبة الرامية فوق بيتنا) ، فقلت له قد رحلت (العنبة) عن منزلنا منذ أمد بعيد ، فابتسم قائلا : لكني لا أرى على وجهك حزنا عليها ؟ فقلت له : ولماذا أحزن والعنبة قد إختارت أن تعيش في بلد غير كسلا.
< لم أكن أشعر بحالة من الارتعاش تحاصر أنفاسي إلا وأنا أقرأ قصيدة أمام الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي، وذلك لعلمي الأكيد أنه فنان لا يسمح بتقديم أغنية للناس إلا إذا كانت لها رسالة جمالية تمنحها الحق في أن يوقع عليها ، وقد عرف عنه أنه إذا أطال النقاش حول قصيدة ما تأكد لشاعرها أنه سيغنيها، أما إذا تسلمها مبتسما ومضى فإن في ذلك إشارة يعرفها الجميع أن النسيان قد أخذ طريقه لهذه القصيدة، مرة أخرى أقول متى يعود طائر العندليب إلي عشه بين أحضان جميلته الخرطوم.
هدية البستان
وطن الحبايب في القلب كان في الشرق كان في الغرب
طالب السلام .. داير السلام .. بين أهلو ما داير حرب
آخر لحظة
وسوم: العدد 690