رحيل الفنانة التشكيلية الأولى (ماريا لاسينغ)

ورحلة مع الجسد

بدل رفو المزوري

[email protected]

النمسا\غراتس

برحيل الفنانة التشكيلية الاولى(ماريا لاسينغ) تكون الساحة التشكيلية قد خسرت اكبر فنانيها الذين جعلوا من الجسد الموضوع الاهم للاعمال التشكيلية ليس في النمسا فقط بل في اوربا والعالم بصورة عامة.لقد كان الجسد موضوعها الاول والاخير في التشكيل ولهذا

عوملت الفنانة لاسينغ بصورة سيئة وتمت مضايقتها من قبل النازية عام 1943 وعدتها النازية فنانة منحطة واسلوبها منحط لان الجسد كان موضوعها الاساسي.

وآخر معارضها اقيمت في غراتس النمسا وهامبورغ الالمانية،وفي السنوات الاخيرة استقبلت بحفاوة من قبل المعارض العالمية والمتاحف الكبيرة  واما في البندقية فقد منحت لها جائزة الاسد الذهبي تكريماً لها على اعمالها ومسيرتها الفنية وكتبت في مذكراتها :بان في البندقية الكثير من الماء الذي يخفيني ولقد تدفقت المياه كثيراً الى حياتي واعمالي. وبعد 70 عاماً من التجربة والعمل في الساحة الفنية واقامة المعارض برفقة العديد من المصاعب والحرمان والنجاح وقالت بانها ضعيفة حين ترى المياه في البندقية وهي سعيدة بالجائزة الكبيرة الاسد الذهبي.مدير المتحف العالمي في مدينة غراتس النمساوية(باكيج) قال في تعزيته عن هذه الفنانة الكبيرة بانهم كانوا محظوظون باقامتهم لاكبر معرض لها والمعرض كان توثيقاُ لحياتها واعمالها وقد تركت (لاسينغ)تراثاً عظيماً بالمعنى الحقيقي.لقد القى الاعلام النمساوي الضوء الكبير على رحيل هذه الفنانة التي ولدت عام 1919 وتوفيت في السادس من شهر مايس 2014.

حصلت الفنانة لاسينغ على عدد كبير من الجوائز تكريما لها وتقديرا لاعمالها القيمة وبالاخص جائزة دولة النمسا لعام 1988 حيث تعد هذه الجائزة اكبر وارفع جائزة تمنحها دولة النمسا، وكذلك منحت لها عام 1998 جائزة اوسكار كوكوشكا، وفي عام 2004 منحت لها جائزة مدينة فرانكفورت الالمانية منــــاصفة مع ماكس بيكام.

لقد كانت الفنانة الراحلة انسانة متواضعة وحين التقيت بها العام الماضي في المتحف العالمي وسلمتها نسخة من مجلة صوت الاخر وكتبت عنها موضوعا فرحت جدا وقالت هذه العبارة بسعادة(اذن انا مشهورة في بلادك الان!!)هكذا يترك الانسان الفنان تراثاً انسانياً عظيماً.