قراءة في لوحة 8 (فن تشكيلي)
العنوان : لوحة بورتريه بعنوان ( حوار قاسي )
العمل : التنفيذ بألوان بوستر على خامة ورق خاص مقوى (كونسون )
القياس : 65x 50 سم
تنفيذ : أسعد بن أحمد السعود
الإحاطة بموضوع اللوحة :
كانت اللحظة التي التقط فيها الحوار القاسي ( موضوع اللوحة ) ، لحظة
قاسية أيضاً بكل المفاهيم .. حيث تسجيل الواقعة كان مخاطرة ...!
أحدث موضوع اللوحة ومن دون قصد ، اختراق أو استثناء لما تعارفنا
عليه في الأعمال الفنية التشكيلية السابقة ، فالفنان هنا يتحمل الجزء
الثقيل من الرؤيا الثقافية المعرفية ، المتولدة من التعبير والإنطباع ،
والتي كانت مساحتها ممنوحة تلقائياً وأساساً للعين الرائية المحايدة ..!
بعيداً عن الأسلوب والخط واللون ..
ذلك لأن ما تقدمه اللوحة (حوار قاسي) شمل الجدال المعرفي بطرفيه ،
وأرغمت الفنان على حمله بمفرده ، وأعفت العين المتلقية كليّة تقريباً، من
عناء الجدال ، ولم تترك له سوى التمتع والتمني إن جاز التعبير ، بمدى
(جمالية دعوة اللوحة ) لاغير .
مبررات الشمول الأحادية:
كان التعبيرالظاهريضمرحواراً قاسياً بكل ماتحمله
الكلمة من وصف ومن معنى ... والإنطباع كان يدمي القلب .. ولازال كذلك ..!!
حواراً بين ( الأم الكبيرة ) التي هي الجدة ،أيّ جدة ، وما أدراك ما الجدة ،
وبين من كان ولازال يمنعها من رؤية ( فلذة كبدها) ، أو من كان (يحتجزه
أو يعتقله ) ولازال ..!
لم تكن تهاب شيئاً ، لا السياج ولا التحصينات ، ولا السلاح ولا قوة ذاك
المانع .... !!
لم تكن تحمل سوى الحق بتاريخ تجاعيد وجهها ، وصلابة وبراءة ، يدها
وأصابع كفها ...
كل هذه تكوّن عندها ( صكوك )امتلاك فلذة كبدها ، المعتقل أوالمغيب قسراً
وعنوة ، تريد أن تجادل وتفهم ذلك الآسر وتقول له :
بهذه اليد التي لفّها السواد ، أنبتّه وربيّته وكبّرّته وبثيت به الرجولة ... !!
فبأيّ حق .. وبأيّ ذنب .. تحتزجوه .... هيا ..أخرجوه ...!
وتبقى الساعات تلوالساعات ، وربما الأيام ، وفي الغالب سنين تنتظر
وترقب.. ولكن ..لاقلب ولا حياة لمن لايعترف بها ...!!
ويأتي ختم الحوار القاسي .. من الجدة الأم الكبيرة حاسماً :
- بهذه اليد وبهذه الأصابع سأنتزع منكم حقي ، وسيرجع إليّ فلذة كبدي ولو ميتاً ..فهو شهيد
وشاهد على حقي ، وحق أحفادي القادمين .... !!!
- حقوق اللوحة بموضوعها وتنفيذها لكاتب القراءة ...
وسوم: العدد 722