قراءة في عمل – 14- (فن تشكيلي )
لوحة جدارية : ( العاديات )
تنتمي لعدة مرجعيات أو مدارس فنية تشكيلية ، من حيث المادة المستخدمة في
تشكيل اللوحة (الخزف الطبيعي ) وكذلك من حيث النفور والبروز لعناصر
الموضوع المؤلف للوحة ( نحت مجسم للخطوط ) وأيضاً للرسم التجريدي
(الذي لايرتكزعلى الواقعية ،مثل الخط العربي الذي يأخذغالبية مساحة اللوحة
ولا يلتزم بقواعده المعروفة )،والذي يشترك بنفس الوقت (مع الرسم الكلاسيكي
الذي يظهربعض أبعاد الفرس وهو بحالة القفز أو الإنطلاق) ، وأخيراً كان
للون المتجانس (ألوان الخزف الطبيعية ) المستخدم فيها ، دوراً بارزاً في
إظهار اللوحة بكل عناصرها للعين المتلقية ، كلوحة فنية تشكيلية متجانسة
الإخراج .
هذه اللوحة :
لاتنتمي إلى الأعمال الفنية التشكيلية التقليدية المعروفة بتحديد إطار لها ،
والذي يحصر مساحة معينة داخله ، وبالتالي يتحدد الطول والعرض ،
بأشكاله المعتادة ( مستطيل أو مربع ) ، وكذلك يحدد الموضوع مهما
كانت عناصره ، ضمن أبعاد المساحة كبرت هذه المساحة أم صغرت ،
نلاحظ أن العناصر الفنية المشكلة للموضوع (رسم وخط ) ، قد أخذت
أقصى امتداد لها وكيفما كانت ولكن بتناسق فني منضبط ، وبالتالي نرى
أنها هي التي كونت ورسمت حدود وأبعاد العمل ، من حيث أقصاه وأدناه ،
موضوع اللوحة الثقافي :
شكل الخط العربي برشاقة وليونة أحرفه ، مادة فنية جمالية بالتعاون مع
المضمون والمعنى ، الذي أعطته آيات السورة الكريمة من القرآن العظيم
(العاديات ) ، حينما أخرج ( الفنان) الخيل بتركيزقوتها في رأسها ، وابراز
عضلات قوائمها وهي منطلقة إلى هدفها ، وهي العاديات ، إشارة لأهميتها
العظيمة في حياة الإنسان . من هنا كانت الأهمية بعدم تحديدها ونعني
( حدود اللوحة ) ، وتركها لتكون أيضاً طيّعة ، لتتناسب في تكامل بنائي
متعاضد ، بحيث لايبدو فيها أي تنافر بين رسم الخط ورسم الفرس
بشكل عام ..
الفكرة والتنفيذ : د. أسعد بن أحمد السعود
وسوم: العدد 741