قالت لي هل تفهم والفهم شحيح
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
تقدمت نحوي خطوة في الظل ثم رأيتها تختفي فجأة ، وتمنيت ان أعرج إليها بروحي وجسدي معا ولو في يوم حرور أو زمهرير فلا يهم ، أوْمأت لي بعينيها ففهمت منها كل لغات الأرض بدون تكلف ، وصرت أحوم حول ذاتي المتعبة ، ولكن ليس كما يحوم حمار الساقية ، بل كمولد طاقة في زمن الظلمة والظلم المتجذر في أعماق التربة ، ينبت وردا ، ويعزف ألحان ذاك الزمن الوردي في عهدك يا جدي ، يوم أن كنت صغيرا أركض في البيارة والبستان بدون دموع ، واليوم المشهد حالك بالظلمات ... آهٍ منكِ .. وقد سلبتِ مني كل العقل ، بل كل الروح ، بل كل القلب ، وانا أضحك ، وانا أرقص ، وانا أبكي ، لكني كمولد طاقة في زمن الظلمة والظلم المتجذر في أعماق التربة ، لا تنبت شوكا بل تسقي العطشى في أصقاع العالم بماء الكوثر والزمزم والريحان ، وبرشفة يد أو رشفة في خرقة ثوب ، في يوم شديد الحر ، حتى موعدنا في ساعة فجر ، فمهما طال الليل ... ننتظر بزوغ الحرية ... ثم قالت لي : هل تفهم والفهم شحيح .. !؟ هل تفهم والفهم سراب .. !؟ هل تفهم والفهم ليس وصفة عطَّار !؟.