في حضرة من شر ما خلق
أقاصيص من أدب السجون
داخل المنفردة كنت أشعر بجحافل القلق تجتاحني وتزداد كلما أحسست أن دوري قد أزف .. وما هي إلا لحظات بائسة وأمثل أمام المحققين واكون بين يدي الجلاد كايبلا.. هناك داخل المكاتب الصامتة .. هي جدارات لعنة ضد الصراخ والوجع والآلام.. مكاتب بلا عواطف منزوعة المشاعر كساكنيها
قبل أن ألج للداخل وأصير مفقودا إلى حين أولد من جديد هذا إن خرجت من هناك سالما أو بأقل أنواع الأضرار
سمعت المحقق يقول لأحدهم ..{{ ما اسمك؟؟}}
.......
أنت يهوووودي
يلوذ الضحية للصمت وهو يتأوه بصوت خافت
ثم يرتفع الصوت من جديد
{{ يا ولد الق...}}
أنت يهوودي
يلوذ للصمت..
يدنو منه ثم يتكلم كفحيف أفعى
{ياصديقي إننا لانعذر بالجهل تماما مثلكم..
وهنا غاية ومنتهى عدم العذر بالجهل..}
كانت لهجة المحقق تكشف المنطقة التي ينحدر منها والتي يا طالما نالت من القهر والعسف وخرج من بين جوانحها مئات من المعتقلين السباسيين في غيابات الجب زمن الجمر والرصاص الآن هنا مرة أخرى تتقدم تلك المنطقة لتصدر أنتن من فيها...
{{ من شر ما خلق}}
قال بإعتداد أنا مذكور في الكتاب المنزل
اقرأ سورة الفلق
بدء الضحية يردد بصوت واهن على وقع الصفعات
{{ قل أعوذ برب الفلق.. من شر ما خلق .. من شر ..}}
قال المحقق كفى ..
أنا هو {{ من شر ما خلق..}}
لا ادري لحظتها لم استرجعت كل ما قرأت عن أدب السجون في تلك المتاهة الكبرى ما أشبه الجلاوزة شرقا وغربا شمالا وجنوبا
انهم {{ أبناء الأم والخالة }}
ما أقسى أن تكون هناك وانت لاتعرف لم وصلت إلى هناك ولاتدري متى تخرج من هناك وإن خرجت فإلى أي مكان هناك أم هناك...؟؟؟
الحقيقة التي كنت أعرفها وأنا في المعتقل السري..
{{ انني مختطف }}
في حالة إختفاء سري قسري
إنها وحدها كافية لأن تعانق الموت المدجّج في أي لحظة وبلا هوادة
امسك بي كابيلا من قفاي وجّرني خارج الغرفة السوداء كأنما يسحب فأرا
وهو يسب ويلعن صغار الحجاج...
{{ ماشي هذا يا وجوه الشر ...}}1
لحظتها سكنت ملابسي لقد نجوت .. على الأقل هذا الصباح ....
°°°°°°
ليس هذا هو المعتقل المطلوب ...
هكذا عادوا بي للمنفردة
وسوم: العدد 840