مصارحة
د. عامر البوسلامة
ضمتهم جلسة مصارحة، لفها صخب وغضب، ضجيج وصياح، رغم أنهم جميعاً، تحت عباية واحدة، الذي يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم، لكنهم مختلفون، متشاكسون.
- كن مؤدباً !!!
- وهل سمعت مني شيئاً، يخل بهذه القاعدة ؟؟
- نعم !! نعم !! والمصيبة أنك لم تشعر بهذا ....
- لكن خلاف الرأي لا يفسد للود قضية ...
ينطلق صوت أجش من طرف الجلسة، يسب ويشتم، ويرغي ويزبد، ونال من الفريق المخالف نيلاً غير لائق.
في الطرف المقابل، جلس ( فؤاد) شاب طموح، يبحث عن الإنجاز، معروف بين الشلة، بسلاطة اللسان، وطول الخصام، والتورط معه بجدال، أمر لا يطاق.
( فؤاد ) ينتمي للفريق الذي نيل منه، تألم، ظهرت عليه علائم الغضب، صار يتملل، ويتورم حسه، اقترب حتى صار على طرف الكرسي الذي يقبع عليه.
التفت الذي سب وشتم، إلى ( فؤاد) وقد بدا متوفزاً ومستعداً للهجوم.
فقال له: كلهم هكذا إلاّ أنت، فأنت نموذج آخر، وحالة استثنائية، وصورة حضارية.
هدأ ( فؤاد) ، برق وجهه، بدت على ملامحه، معالم السرور، وغطى محياه، ثوب السعادة ، عاد إلى جلسته التي كان عليها، بفرح وغطرسة،
وهو يردد : نعم، نعم، بلا، بلا، ولكن، كيف ومتى ؟؟؟!!!!