زيارة مُفاجِئة
(قرع على الباب )
- من بالباب؟
- ضيف
أهلا وسهلا بالضيف… ولكن من حضرتك ؟هل تسمح بالتعريف عن نفسك ؟
- أنت تعرفني وسمعت عني الكثير ….افتح الباب و ستعرفني
( ينظر من العين الساحرة يبدو أنه لم يتعرف عليه )
- من عساه هذا الرجل يكون !؟ يبدو شكله غريبا
(يفتح الباب يظهر رجل شكله غريب في رأسه ما يشبه القرون يهم بالدخول…. يحاول منعه بينما هو يندفع نحو الداخل)
- توقف من انت؟
- ألم تعرفني يا رجل ؟! الدنيا كلها تتحدث عني ليس لها شغلة إلا سيرتي .. التلفزيون ، الجرايد الدولة ، العالم ليس له شغل سواي
- لم أفهم عليك !
- طيب سوف أقربها لك ... يمنع الناس من الخروج من البيوت أحيانا في هذه الأيام …أليس كذلك ؟
- طبعا .. هذا حظر مفروض علينا منذ شهور ؟
- هذا صحيح ، ولكن هذا الحظر لأي سبب ؟
- طبعا لأجل فيروس كورونا كوفيد 19
- برافوا عليك أنت قلتها من أجل فيروس كورونا وأنا فيروس كورونا كوفيدا 19 بشحمه ولحمه
- (في حالة من الهلع) أعوذ بالله من غضب الله!! ماذا تتتقوووول؟! لا شششك أنك تمزح !
- ولم المزح يا رجل؟! وهل بيننا مزح ؟!
- ولكن ما الذي أتى بك إلينا ما الذي تنوي فعله عندنا قبحك الله ؟!
- قلت في نفسي أزور هؤلاء المساكين المحظورين نتسلى قليلا
( فورا يضع الكمامة يتراجع ويقول للعائلة ) ابتعدوا لا أحد يقترب إنه فيروس كورونا (ثم يتوجه إلى الضيف) مكانك !… لا تقترب ...كفَّ بلاءك عنا يا رجل دعنا بحالنا - - أما يكفينا ما نحن فيه ؟! ما الذي تريده منا ؟
- سبق وقلت لك نريد أن نتسلى … نتجاذب بعض أطراف الحديث
- وأي تسلية هذه أيها الفيروس القاتل الخبيث؟!
- على رسلك يا صديقي أنا إنما أتيت إلى هنا لنزيل بعض الالتباس وأصحح المفاهيم الخاطئة التي تحملونها عني … .هدئ من روعك وريح أعصابك ….إعمل ريلاكس … قل تفضل على الأقل… أهكذا تستقبلون الضيوف ؟
- ضيف ؟! وأي ضيف هذا ؟ بل انت بلاء أنت ضيف غير مرغوب فيه هيا اخرج من هنا من فضلك قبل ان اتصل بوزارة الصحة .. لقد أثرت الرعب في قلوبنا وقتلت أعزاءنا فبأي وجه تأتينا وتطلب منا أن نحسن ضيافتك ؟؟ ما أشد وقاحتك أيها الكورونا ؟!
- معك حق في هذا الموقف تجاهي ولكن لنترك بيننا مجالا للحوار… كل الدنيا تتحدث عن الديموقراطية والحوار!!
- أي حوار معك أيها القاتل ؟! قلت لك اصرف عنا أذاك يا هذا..
- طول بالك يا اخي ..لا تخف (الله وكيلك) زيارتي هذه للحوار فقط وليست زيارة عمل
( يلتقط الرجل أنفاسه ) حوار ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم … هيا قل
بسرعة .. ماذا تريد ؟
- كنت أريد أن أسألك سؤالا ً
(يتناول كرسيا من تلقاء نفسه ليجلس عليه بينما هو يصحح وضع الكمامة على وجهه ويتراجع إلى آخر البيت )
- أجلس إجلس هَدِّيء من روعك
- قل وأوجز…. فأنا في غاية التوتر من وجودك هنا ..
- لك ذلك.. لن أطيل … سؤالي : أيُّنا أحقر في رأيك أنا أم بشار الأسد الذي لا زلتم تتحاورون معه منذ عشر سنوات تارة في جنيف وتارات في أستانة وسوتشي ؟
- كلاكما أحقر من بعض
- عفوا لا تغلط … ذلك رجل قاتل شأن الكثير من أمثاله الذين يقفون خلفه ومن بوتين والفيروس الكبير المعمم والملتحي القاعد في قم بإيران ….
- وأنت ما شأنك ألست قاتلا مثلهم وزيادة ؟
- صحيح أنني أقتل ولكن بأصول
- هه يعني أنت مجرم بأصول
- سبق وقلت لك لا تغلط أنا لست مجرما … إنما أنا جندي من جنود الله وأولئك من جنود الشيطان أولئك يقتلون للكرسي ، للمال ، لشهوة القتل أما أنا ففي أفعالي دروس وعبر
- هه .. تفضل نورنا
- تمام سأفعل … لقد نبَّهْتُ الناس إلى خلل في القواعد الصحية التي يتبعونها وربما أردت بأمر من الله سبحانه وتعالى أن أُحَطِّمَ غرور البشر الذين تكبروا في الأرض وعاثوا فيها فسادا وظنوا أنهم قادرون عليها .. … أولئك يقتلون على الهوية والعرق والمذهب ,،،... لا مانع عندهم من أجل المزيد من الثروة من أجل بيع المزيد من الأسلحة أو تجريب أسلحة جديدة أن يبيدوا ملايين البشر
- ربما كان لديك الحق في هذه!!
- أجل بل لدي كل الحق .. هل رأيت يوما أني فرقت بين عرق ومذهب وجنسية وفقير وغني ؟! بل على العكس من ذلك فضحاياي من جميع الجنسيات وبدأت بالأغنياء قبل الفقراء … ألا ترى أنني أشفق على براءة الأطفال من أن أصب عليهم بلائي ووبائي ؟! وأني أحاول ما استطعت أن أتجنب المرأة ذلك المخلوق اللطيف الضعيف لكونها أقل إجراما وخبثا من الرجل؟!
- كأني بك تحاول إقناعي بأنك من جماعة الرفق بالضعفاء وأنك أكثر إنسانية من دعاة حقوق الإنسان… حتى هؤلاء لم يغنوا عنا شيئا لم نجد لديهم إلا بيع الكلام وإلا الأقوال والشعارات الفارغة
- أما زلتم تعتقدون بأكاذيب هؤلاء ؟! ما الذي فعلوه لكم أيها السوريون على مدار عشر سنوات؟! هل صدقتم أنهم عاجزون عن فعل شيء مع هذا المجرم الأخرق الذي هو بنصف عقل ونصف لسان من يدعونه بشار ؟! أكيد لن تصدق أنني أتعاطف معكم أتظنون أني لا أراكم تدمر البيوت فوق رؤوسكم تغمر السيول خيامكم على المعابر تزجرون وفي زوارق الهرب واللجوء تغرقون .. ؟!
- إذا كنت حقا كذلك ولديك كل هذه الإنسانية والشفقة فلماذا لا تذهب إلى هذا المجرم فتُمسك بخناقه كما تفعل بالكثير من الناس المساكين فتُريحنا منه ام انك تتقوى علينا فقط!؟
- ذلك سؤال وجيه ولكني كما سبق وقلت لك أنني جندي من جنود الله لا أفعل شيئا من تلقاء نفسي … لا شك أن لله حكمة في ذلك ربما لتصفو نفوسكم تكونوا قادرين على فعل ذلك بأنفسكم …
- مع ذلك لا تخلو مداعباتي لبني آدم من الكثير من الفوائد من حيث لا يشعرون
- فوائد ؟! تقول فوائد؟!
- أجل لقد حطمت غرور المغرورين وتكبر المتكبرين وجعلتهم يعرفون حجمهم الحقيقي ويتذكرون ربهم من جديد لقد شغلتهم بأنفسهم عن ظلم عباد الله بلغني أن المجرم بوتين الذي يقتل آلاف البشر كل يوم وكل أسبوع دون أن يرف له جفن اختبأ في ملجأ تحت الأرض خوفا مني ولو ان الله امرني بإهلاكه لَمَا أعجزني ولو اختبأ في تاسع أرض ..
- ليتك تفعل وتريحنا من هذا السفاح المجرم الذي لا يرتوي من شرب الدم ..
- كل شيء بقدر يا صديقي
- بدأت أتلمس بعض الحكمة من هذا البلاء الذي نزل بالناس..
- بل كل شيء بحكمة وقدر.. لقد ذكرت الناس بضرورة زيادة اهتمامهم بالنظافة وفرضت الكمامة على الجميع ..كثيرا ما تصيبني نوبة من الضحك وأنا أراهم منقبين كبارا وصغارا رجالا ونساء من ترامب وبايدن إلى بوتين ومكرون إلى صاحب أصغر منصب في هذا العالم وهم الذين كانوا يعملون مائة قصة وقصة إذا رأوا امرأة ترتدي الحجاب متدخلين في خصوصيات الناس وحرياتهم الشخصية … والأهم من كل ذلك ذكرتهم بقربهم من الموت ولا أمان لأحد فلانت نفوس الكثيرين وعادوا لله عبادا صالحين وزاد اهتمامهم بفعل الخير… لقد أعدت للأسرة التئام شملها من جديد بعد طول تشتت وتمزق وضياع وصارت الكثير من الأسر تجتمع مثل أيام زمان… تصور كل هذه البصمات تركتها على سكان الأرض وأنا بمفردي فكيف لو بعض من أقربائي و افراد عشيرتي الذين تقدر أعدادهم بالملايين ؟!! وفيهم من هو أشرس مني بعشرات المرات وقد أكون أنا أبسط وادروش واحد فيهم على الإطلاق…فلو أنك توصل هذه الرسالة لجماعتك بني أدم ... "ينضبُّوا" ولا يتمرجلوا قبل أن ازيد عليهم العيار وما اترك منهم المُخَبِّر ولا " مصفر النار" ويضعوا في الاعتبار أن كل ما فعلته حتى الآن فقط مجرد اختبار وهو على سبيل التذكار ولفت الانتباه والأنظار… سلام
- نسأل الله العفو والعافية… نسأل الله العفو والعافية…
( صوت مذيع من الخارج ):
- يرجى من الإخوة المواطنين المساعدة في القبض على كوفيد 19 الملقب "كورونا" (يكررها مرتين )
(بينما يختفي الضيف حيث ينظر صاحب البيت فلا يجد أحدا أمامه)
- كورونا… كورونا أين أين أنت يا كوفيد ؟! أين أنت يا كورونا ؟ لقد اختفى !!!
وسوم: العدد 918