أم وشين

زاهية بنت البحر

السلام عليكم

حدثتني كاميليا:

كانت سوسو تجلس مع والدتها في غرفة استقبال الضيوف مع جارتها تتبادلان أطراف الحديث. لم تهتم سوسو بما يدور بين السيدتين لانشغالها بلعبتها التي أهدتها لها الجارة عطيات قبل قليل.

طال الحديث بين السيدتين، تحدثتا في الموضة والفن والطبخ وحتى في السياسة وسوسو تلاعب دميتها إلى أن وضعت الدمية جانبا، وسرحت بالتفكير وكأنها قد غدت سيدة عجوز تقلب كفيها بحيرة، وتمط شفتيها بتعجبٍ، وتسأل نفسها بصوت خفيض ( كيف ياربي كيف؟).

لم يلفت انتباه الأم ماتردده الصغيرة.. قرع جرس الباب.. أسرعت سنية لمعرفة من الطارق.. لحقت بها سوسو.. فتحت الباب مرحبة بصوت عال بالسيدة كوكب وبشوق كبير ممتزج بالفرح لزيارتها المفاجئة لها وأخذتها بالأحضان.

شخصت عينا سوسو بالسيدة كوكب، ثم راحت تلف حولها وتدور متفحصة وجهها ورأسها وكأنها تبحث عن شيء ما.

تعجبت السيدة مما تقوم به سوسو فسألتها بقلق:

خير يا حبيبتي لماذا تنظرين إلي هكذا؟

أجابتها ببراءة: لشوف وشك التاني، ماما وطنط عطيات قالوا عنك أم وشين.