المناضلان معتوق ومفروك وهراش الديوك

معتوق ومفروك صديقان من قديم

خرجا معا من ضيعة واحدة

بعد أن توعد العمدة بقتلهما

لأنهما شوها سيرته فقالا عنه رجل كاس وطاس ووناسة

ويسرق من البيدر

ويأخذ الرشوة..

ولا يعرف الطهارة من النجاسة

*

بعد عشر سنوات غربة وكربة

نادى مفروك بضرورة النضال العجيب، لتحرير الضيعة من كل مجرم وذيب...

رفض معتوق الفكرة وقال هذا انتحار ستسيل الدماء بلا فائدة، ويتدمر كل شيء في الضيعة حتى تصبح كالآثار البائدة.. ولن تقام فيها حفلة ولا مائدة..

غضب مفروك من معتوق وقال له: أنت خوار ضعيف واهن انسحابي.. منافق قاتلك الله يا متخاذل يا جبان.. أما أنا فثائر شجاع وانقلابي .. وسيأتيك يوم تتسول الطعام واقفا على بابي..

معتوق ابتسم ببرود وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل أنت لم تراع حرمة الصداقة ولا أدب الحوار...

قفز مفروك إلى المطبخ وأحضر عصا غليظة وسكينا.. وقال: اخرج من البيت يا خبل يا خوار.. الشيخ زكزوك وصف أمثالك بأنهم حرادين وضبان وذبان.. ومذبذبون مثل المكوك.. ولولا أنك من الأرحام لصارت أمك تبكي عليك وأبوك.

انسحب معتوق من أمام مفروك بحزن وألم وخرج ..

*

بعد مدة خطر بباله أن يكتب على منصةX الآ تي:

صديقان يأكلان من نفس الطنجرة

يوما كبسة وآخر مجدرة..

بعيدان عن ضيعتهما منذ  سنين عشرة

يعيشان عيشة معترة..

ما الذي يجعل أحدهما مغرما بالثرثرة،  منفوشا كالقسورة؟!

يريد عمل فتنة ويظن نفسه عنترة.

ويتطاول على غيره بأسلوب البربرة..

هل البعبعة تصنع الأبطال؟!

أين العقول يا رجال؟!

ما هذه المسخرة؟!

*

بعد سنتين..

كان مفروك في السجن معلقا كالذبيحة..

والعمدة جالس على الأريكة..

 يتناول اللحم من قصعة الفريكة..

وحوله جلس الطبالة منتفشين كالديكة..

ينتظرون شرب الشيشة..

ورقص الدبيكة

*

وأما معتوق..

فتحول إلى بائع فلافل على عربة صغيرة يجرها أمام حديقة الحيوان..

*

حقا إنها دنيا محيرة

يضيق بها الأحرار

في كل زمان ومكان..

وسوم: العدد 1080