مجموعة من الحكايات...
حكاية الضفدع والعقرب ...
يُحكى أن عقربًا وضفدعًا، التقيا على ضفاف نهر.. فطلب العقرب من الضفدع، أن ينقله على ظهره إلى الضفة الثانية من النهر قائلا: يا صاحبي!.. هل لك أن تنَقلني إلى الضفة الثانية من النهر؟
رد الضفدع: كيف لي أن أنقلك، وأنت المعروف بلدغتك، وغدرك، وسُمُكَ القابع في جوفك؟!.
ومن يضمن لي، أنك لن تلدغني بوسط النهر، وتقتلني؟!.
قال العقرب: كيف لي أن ألدغك، وأنا راكب على ظهرك!.. فإن لدغتك، سنغرق سوية!.
رد الضفدع مشككًا بصدق العقرب بينه وبين نفسه: أعطيه فرصة، عله أن يصدق هذه المرة!
فقال له: لا بأس!.. لقد أقنعتني.. اركب على ظهري، لأوصلك إلى الضفة الأخرى. وفي وسط النهر بدأت غريزة العقرب تتحرك، وشهوته في اللدغ تشتعل، فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر، ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت تأمره، بل وتوزه على اللدغ،
فلدغ !.. وبدأ الاثنان في الغرق!..
فقال له الضفدع: لِمَ لدغتني؟!.. لقد قتلت نفسك، وقتلتني معك!..
فقال له العقرب: أمرتني شهوتي، فاستجبت لها!..
وهكذا.. ماتا غريقين!..
بتصرف: د. محمد عقل
الخروج من قاع البئر
عاش في قديم الزمان فلاح طاعن في السن، وكان له حصان هرم، ولسوء الحظ وقع الحصان في داخل البئر العتيقة الموجودة في ساحة بيته. سمع الفلاح أنين الحصان وتأوّهاته العالية فتألم كثيرًا لأنه كان يحب حصانه، ولكن بعد أن جالت في خاطره أفكار قرر أن الحصان الهرم وكذلك البئر القديمة لا يستحقان التعب. جمع جيرانه وطلب منهم المساعدة في تجميع التراب في كومة، كي يقبر الحصان الهرم في داخل البئر لوضع حدّ لمعاناته. هكذا فَكّرَ في أن يجد حلاً للمعضلتين معًا.
في البداية، فزع الحصان الهرم وأُصيب بهستيريا. لم يكن يكفيه أنه موجود في قاع البئر بل يريدون قبره حيًّا. واصل الفلاح وجيرانه إهالة التراب بمعاولهم وقفافهم المملوءة بالتراب، فكانت كتل التراب تخبط في ظهره، وفجأةً خطرت بباله فكرة. هو استوعب، فجأة، أنه في كل مرة تخبط كتلة من التراب في ظهره، عليه ببساطة أن ينتفض ليسقطها في القاع ثم يصعد عليها، وهكذا فعل مواصلاً تشجيع نفسه المرة تلو الأخرى. ورغم الخبطات المؤلمة، ورغم الوضع السيئ والمهين، تحمل الحصان وتعالى على آلامه برباطة جأش. لم يمر وقت طويل، وإذا بالحصان الهرم، الجريح والمنهك، يقفز، وهو مرفوع الرأس، وفي عينيه بريق الانتصار من فوهة البئر أمام أبصار الفلاح وجيرانه المشدوهة.
وهكذا الشيء الذي بدا في البداية أنه سيقبره تبين أنه في النهاية هو الذي أنقذ حياته.
عن العبرية/ترجمة د. محمد عقل
نظرية الأرنب/قصة لطلاب الجامعات خاصة
في أحد أيام الصيف جلس أرنب في الغابة خارج جحره، وبدأ في الكتابة على حاسوبه، وفجأة جاءه ثعلب.
-الثعلب: ماذا تكتب؟
-الأرنب: أنا أكتب أطروحتي لنيل شهادة الدكتوراة.
-الثعلب: هممم، وحول ماذا تدور أُطروحتك؟
-الأرنب: هووو.. أُطروحتي هي بعنوان: كيف تفترس الأرانبُ الثعالبَ.
-الثعلب: هذا سخيف، حتى المعتوه يعرف أن الأرانب لا تفترس الثعالب.
-الأرنب: أكيد هم يستطيعون، وأنا على استعداد لأن أبرهن هذا، تعالَ معي لترى.
دخل الاثنان إلى مغارة وفورًا بدأت تُسمعُ أصوات عراك وتحطيم عظام. بعد دقائق خرج الأرنب من المغارة، وهو يمسح الدم عن شاربيه، ثم جلس وعكف على الكتابة من جديد.
بعد لحظات ظهر الذئب فشاهد الأرنبَ منكبًا على الكتابة.
-الذئب: ماذا تكتب بهكذا جديّة؟
-الأرنب: أنا أكتب أُطروحتي حول كيف تفترس الأرانبُ الثعالبَ.
انفجر الذئب ضاحكًا.
-الذئب: لا تتوقع مني أن أصدق سخافتك..صحيح!
-الأرنب: لا توجد لدي مشكلة، هل تريد أن تعرف كيف..؟
دخل الاثنان إلى المغارة وفورًا بدأت تُسمعُ أصوات صدام وتحطيم عظام. بعد مرور دقائق خرج الأرنب من المغارة، وهو يمسح بقايا الدم عن شاربيه، وجلس مكملاً كتابته.
في ذات الوقت كانت في جانب واحد كومة من عظام الثعلب، وفي الجانب الآخر كومة من عظام الذئب، بينما في وسط المغارة جلس مرشد الأرنب: الأسد العظيم وهو شبعان وراضٍ.
الحكم المستفادة:
- ليس المهم الموضوع الذي تختاره لأطروحتك.
- ليست مهمة المعطيات التي تجمعها وتستخدمها.
- الأهم في واقع الأمر ليس الأطروحة، وإنما من هو مرشدك فيها.
عن العبرية/ ترجمة د. محمد عقل
وسوم: العدد 1108