إليك...زهرة الياسمين
عبد الرزاق اسطيطو /المغرب
إليك سيدتي زهرة الياسمين كل الحب والود.
يحزنني غيابك وغيابي، يحزنني صمت هذا المد ى الأزرق بيني وبينك طوال هذا الوقت التعيس، لم يبعدني عن بياضك وأريجك وعنفوانك، غيرأمل واه في النجاح، والرغبة في الخلاص من هذا الرصيف البارد المهترئ الرمادي اللون، الذي ضللنا كغرباء نفترشه العمر كله.
أعرف ردك وأنت تقرئين رسالتي الآن، لطالما هزني بعنف كورقة في مهب الريح ، لا تكتبيه أٍرجوك ، لا تقولينه أرجوك ، كلمة ، كلمتين منك قادرة على هزمي حد الإنكسار، أو لم يكفي ما صنعوه بنا لا تنثري الملح على الجراح النازفة ، لا تعلقي آمالي الهاربة إلى السقف كالشاة المسلوخة .
أعرف مسبقا ما ستقولينه وبحرقة أنيسة أخت رجب، بطل رواية" شرق المتوسط" لمنيف ، ستقولين " قلت لك ومازلت أقول لك ، لا تثق في كلامهم وألاعيبهم ، كل شيء تدليس، وتزييف للحقائق ، كل شيء كذب وبهتان ، سيأتون على ما تبقى من عقلك وصحتك ، بث أخشى عليك الجنون، خبازا أو حدادا أي شيء تصنعه.. خير من أن تمشي خلفهم إلى حتفك ، ستصير عجوزا قبل الوقت ،وأنا لا أحب أن أعود لأقترن بعجوز، في بلداننا العربية إن أردت النجاح عليك بشيئين المال أو الجاه ، المعرفة ، الكفاءة ، الإستقامة .. أوهام تسكن عقلك أنت فقط ، وأنت ياعزيزي لا هذا ولا ذاك، صدقني لقد أفسدوا كل شيء الحياة ، والسياسة ، والدين ،والثورة، والحرية ، حتى الهواء صار ممزوجا بروائح الغاز المسيل للدموع .
لهذا رحلت ، أنت تعرف ذلك وتعاند وتكابر إلى متى ..؟ مصر أن تحارب كإسبرطي لوحدك ، خدمة العجوز الإسبانية في بلاد الغربة أفضل عندي من وهمك ووهم مباريات التعليم ببلداننا العربية، التي مع الوقت سيحولونها إلى أطلال ، أنصت إلى فيروز وأنا أرى كل هذا الدمار والخراب الذي لحقنا وأبكي .. كما لو أنها لعنة تطاردنا . لا تآخذني نحن النساء نجد في البكاء عزاء للقلب".
هذا كل ماستقولينه وأنت تقرئين رسالتي ، وأعود لأقول لك وأقول لنفسي عين الحق ماقلتيه وما ستقولينه لي في المستقبل، لكني كما قالت أمي خلقت من طينة أخرى وعلى عجل ، واع بجرحك وبجرحي وبجراح الآخرين الذين يشبهوننا في الوهم ، والحلم ، والخيبات . لكنهم عزيزتي قالوا لنا هذه المرة غير المرات الأخرى، زينوا لناالمستقبل، كما لو أنه عريس يوم فرحه ، وفي ظل الجلبة والتطبيل ، صدقنا وآمنا ، ونسينا السنوات العجاف التي أذاقونا علقمها ، فقادونا كالقطيع إلى مجازرهم ، وعند الإمتحان قلنا لهم بأن جابر عصفور "ناقد مصري"" معاصر لصلاح فضل" ، وأنه وأنه ونسينا أن نأتي بشهود على قولنا ،...فبمركز التقويم أقسموا جميعا وبرب العالمين بأنه" سوداني" معاصر" للطيب صالح "،وبأن ما قلنا عنه جميعا مجازا في القصيدة ، صار بسحر ساحر كناية ، وما علمنا عنه بأنه استعارة بمعجزة صار طباقا وهكذا ذواليك ذواليك حتى ...ومع الوقت كل ما درسناه أنا وأنت والآخرون بالجامعات أمسى بهتانا وظلالا يؤدي إلى الكفر، وصرنا نحن كالممنوع من الصرف ، ممنوعون من النجاح لأننا وجدنا على صيغة منتهى الجموع ،مجانين.
كل ما ستكتبين عين الحق ، وأنا عين الباطل ، أنا تلك النكرة المقصودة .
تحياتي لك انتظري مني رسائل أخرى