صَاحِبَ.. النَّصِيبْ
محسن عبد المعطي عبد ربه
اِمْتَلَأَ الشَّارِعُ الضَّيِّقُ بِالضَّجَّةِ ,مَاذَا أَلْبَسُ يَا (سِتُّ هَانِمْ) ,الْعِيدُ بَعْدَ غَدٍ –عِنْدَكِ (الْعَبَاءَةُ الْكُحْلِي وَالْعَبَاءَةُ الْبُنِّي) إِنَّهُمَا يُهْدَيَانِ لِلْمُلُوكِ -يُهْدَيَانِ لِلْمُلُوكِ عِنْدَكِ وَحْدَكِ ,لَكِنَّهُمَا عِنْدِي قَدِيمَتَانِ لاَ تُلْبَسَانِ-وَمَاذَا أَفْعَلُ يَا هِبَةُ؟! إِنَّ لِي خَمْسَ بَنَاتٍ وَوَلَدَيْنِ غَيْرَك (أَشْتَري الْعَبَاءَاتِ الجديدة لِمَنْ ؟!) -لَيْسَ لِي شَأْنٌ بِهَذَا يَا أُمِّي, أَنَا أُرِيدُ فُسْتَاناً (عَلَى الْمُوضَةِ) مِثْلَ زَمِيلاَتِي – "مَاذَا أَفْعَلُ يَا بِنْتُ , إِنَّ الْفُسْتَانَ الَّذِي تَطْلُبِينَهُ شَاهَدْتُهُ فِي إِحْدَى الْمَحَلاَّتِ ,أَتَعْرِفِينَ بِكَمْ؟! - بِكَمْ يَا أُمِّي ؟! -بِأَرْبَعِ مِائَةِ جُنَيْهٍ ,اِحْسِبِي يَا هِبَةُ اِضْرِبِي ×8 8×400=3200جُنَيهٍ,مِنْ أَيْنَ لِي بِهَذَا الْمَبْلَغِ؟! إِنَّ هَذَا الْمَبْلَغَ لاَ يَتَأَتَّى إِلاَّ لِلْأَثْرِيَاءِ مِنَ النَّاسِ " سَمِعَ الْحَاجُّ /عَبْدُ الصَّمَدِ هَذَا الْحِوَارَ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ الْمُطِلَّةِ عَلَى هَؤُلاَءِ الْجِيرَانِ,فَقَالَ لِلْفَتَى / عِصَامْ :" اِذْهَبْ إِلَيْهِمْ وَافْعَلْ كَذَا وَكَذَا ,...,... " فَسَاتِينُ الْعِيدْ ,جَدِيدْ × جَدِيدْ,لَيْسَتْ بِنُقُودْ ,إِنَّهَا لِأَصْحَابِ النُّفُوسِ الَّتِي تُقَدِّرْ" ,كَيْفَ يَا عِصَامُ ؟! "إِذَا عَرَفْتِ بِكَمِ الْفُسْتَانُ؟! فَهُوَ مِنْ نَصِيبِكِ ,فَهَذِهِ الْفَسَاتِينُ لِأَصْحَابِ النَّصِيبِ " ,"نَحْنُ نُرِيدُ سِتَّةَ فَسَاتِينَ وَحُلَّتَانِ يَا عِصَامُ " ,قُولِي يَا هِبَةُ أَوَّلاً : بِكَمْ الْفُسْتَانُ ؟! وَأَنَا أُعْطِيكِ كُلَّ مَا تَطْلُبِينَهُ " , الْفُسْتَانُ بِأَرْبَعِ مِائَةِ جُنَيْهٍ " ,"حَلاَلٌ عَلَيْكِ يَا هِبَةُ الْفَسَاتِينُ وَالْحُلَّتَانِ " ,"زَغْرُودَةٌ يَا بَنَاتُ" , الْبَنَاتُ تُزَغْرِدُ وَالْفَرْحَةُ تَتَوَلَّدُ وَالْآمَالُ تَتَجَدَّدُ ,وَالْعِيدُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ هُوَ أَحْلَى الْأَعْيَادِ , الْحَاجُّ /عَبْدُ الصَّمَدِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْ شُكْرٍ لِلَّهِ وَيَدْعُو اللَّهَ قَائِلاً : اَللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا هَذَا خَالِصاً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ.