وداع

زينب الخالدي

هناك

فوق الأرض المبللة بالمطر والدم والدموع

جثة ترقد بسلام

وأم  مفجوعة بفلذة كبدها الوحيد ، مكلومة ثكلى

تبكي وتنتحب وتحتسب فوق الجسد المسجى

قد التهم الحزن قلبها ، وتجمع الناس حولها

 وتحلقوا حول الجسد الممزق المثخن بالجراح

لغط وصراخ وبكاء وعويل

أحاول أن أقترب منهم ، أن أتبين ملامحهم أن أسمع أصواتهم

ستار ضبابي يحجزني عنهم

وجهها يقترب من الجسد المسجى أكثر فأكثر

إنه وجه أمي

وهذا المسجى هو أنا

ارتعاشة باردة تسري في بدني ، تنفض رذاذ الخوف عن روحي

نورخافت يومض أمامي ، يخترقني ، ينساب بداخلي، يحتويني    

هالة من نور تحيط بي ، وخيوط من الضوء الشفيف تحملني على أجنحة حريرية وتحلق بي     

بينما تطبع أمي قبلة الوداع على جبيني