وداع
19تشرين12013
زينب الخالدي
زينب الخالدي
هناك
فوق الأرض المبللة بالمطر والدم والدموع
جثة ترقد بسلام
وأم مفجوعة بفلذة كبدها الوحيد ، مكلومة ثكلى
تبكي وتنتحب وتحتسب فوق الجسد المسجى
قد التهم الحزن قلبها ، وتجمع الناس حولها
وتحلقوا حول الجسد الممزق المثخن بالجراح
لغط وصراخ وبكاء وعويل
أحاول أن أقترب منهم ، أن أتبين ملامحهم أن أسمع أصواتهم
ستار ضبابي يحجزني عنهم
وجهها يقترب من الجسد المسجى أكثر فأكثر
إنه وجه أمي
وهذا المسجى هو أنا
ارتعاشة باردة تسري في بدني ، تنفض رذاذ الخوف عن روحي
نورخافت يومض أمامي ، يخترقني ، ينساب بداخلي، يحتويني
هالة من نور تحيط بي ، وخيوط من الضوء الشفيف تحملني على أجنحة حريرية وتحلق بي
بينما تطبع أمي قبلة الوداع على جبيني