لَكَ اللَّهُ.. يَا وَطَنْ..
محسن عبد المعطي عبد ربه
أُعَانِي مِنْ دُوَارْ ؟!!!
هَمْ ؟!!!
أَلَمْ ؟!!!
حُزْنْ؟!!!
لَا أَدْرِي .
تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّتِي كَانَ الْأُوغَنْدِيُّونَ يُرِيحُونَ بِهَا أَنْفُسَهُمْ عِنْدَمَا تَسْأَلُهُمْ عَنْ شَيْءْ .
لَقَدْ ضَاعَتِ الْأَيَّامْ .
ضَاعَتِ الْعِرَاقْ .
وَضَاعَتِ مَعَهَا كَرَامَةُ الْعَرَبْ .
يَسْأَلُنِي ابْنِي مُحَمَّدْ .
تَكْتُبُ قِصَّةْ؟!!!
نَعَمْ .
تَنْشُرُهَا فِي الْجُورْنَالْ ؟!!!
بِإِذْنِ اللَّهْ .
عَمَّا تَكْتُبْ؟!!!
I don’t know.( لَا أَعْلَمْ) .
لَقَدْ تَأَثَّرْتُ بِالْأُوغَنْدِيِّينَ فِي كَثِيرٍ مِنْ طِبَاعِهِمْ .
وَالْمَثَلُ يَقُولْ:مَنْ عَاشَرَ الْقَوْمَ أَرْبَعِينَ يَوْماً يَكُنْ مِنْهُمْ .
فَمَا بَالُكَ وَقَدْ عَاشَرْتَهُمْ ثَلَاثَ سَنَوَاتْ؟!!!
عَلَى كُلِّ حَالْ .
هُمْ نَاسٌ طَيِّبُونْ .
يُعَامِلُونَ الشَّيْخَ وَكَأَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلْ .
أَذْكُرُ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ الطَّيِّبِينْ
اَلشَّيْخَ/ أَحْمَدْ كَايِمْبَا .
اَلَّذِي يَعْمَلُ فِي تَسْفِيرِ الْحُجَّاجِ إِلَى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةْ .
كَانَ يُقَابِلُنِي وَأَنَا أَتَمَشَّى فِي الطَّرِيقِ مِنْ قَرْيَةِ (كِدَّةْ) إِلَى مُحَافَظَةِ (مَاسَاكَا) .
يُقَابِلُنِي بِعَرَبَتِهِ الْمَلَّاكِي وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ وَأَوْلَادُهُ قَائِلاً .
شَيْخْ..السَّلَامُ عَلَيْكُمْ .
وَيُصَمِّمُ عَلَى أَنْ يُوَصِّلَنِي .
فَهَلْ تَظُنُّ أَحَداً مِنَ الْمِصْرِيِّينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَعَ أَيِّ إِنْسَانٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ شَيْخاً؟!!!
أَذْكُرُ أَيْضاً أَحَدَ سَائِقِي التَّاكْسِي اَلَّذِي كُنْتُ أُعْطِيهِ أُجْرَتَهْ.
فَيَرْفُضُ وَيُصَمِّمُ أَلَّا يَأْخُذَ شَيْئاً قَائِلاً:
You teach our children.يَكْفِي أَنَّكَ تُعَلِّمُ أَوْلَادَنَا .
وَكَمْ كَانَ هَؤُلَاءِ النَّاسُ الطَّيِّبُونَ يَسْعَدُونَ عِنْدَمَا أَقُولُ لِأَحَدِهِمْ بِاللُّغَةِ الْأُوغَنْدِيَّةِ :إِلْيُوتْيَا(كَيْفَ حَالُكَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةْ).
وَيَقُولُونَ لِبَعْضِهِمُ الْبَعْضْ- فِي فَرَحٍ وَسَعَادَةْ- : اَلشَّيْخُ يَتَحَدَّثُ بِاللُّغَةِ الْأُوغَنْدِيَّةِ
وَأَذْكُرُ أَيْضاً أَنَّنِي كُنْتُ أَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ بِاللُّغَةِ الْإِنْجِلِيزِيَّةِ .
فَاللُّغَةُ الْإِنْجِلِيزِيَّةُ عِنْدهُمْ هِيَ اللُّغَةُ الْأُولَى فِي الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتْ .
وَعِنْدَهُمُ اللُّغَةُ الْأُوغَنْدِيَّةْ .
يَتَحَدَّثُونَ بِهَا بَيْنَ بَعْضِهِمُ الْبَعْضْ .
عَلَى كُلِّ حَالْ .
هُمْ أَشِقَّاءٌ لَنَا فِي أَفْرِيقْيَا .
وأُوغَنْدَا شَقِيقَةُ مِصْرْ .
وَلَنَا الْكَثِيرُ مِنَ الْآمَالِ وَالتَّطَلُّعَاتِ وَالطُّمُوحَاتِ الْمُشْتَرَكَةْ .
نَتَمَنَّى أَنْ تُصْبِحَ أَفْرِيقْيَا كَأُورُبَّا مُتَقَدِّمَةً وَقَوِيَّةً وَظَافِرَةْ.
وَأَذْكُرُ أَنَّ بَعْضَ الْمِصْرِيِّينَ الَّذِينَ عَاشُوا بِأُوغَنْدَا خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالُوا لِي:كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ أُوغَنْدَا لَابُدَّ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهَا .
وَعِنْدَمَا تَفْتَخِرُ بِنِيلِ مِصْرَ أَمَامَ الْأُوغَنْدِيِّينَ يُخْبِرُكَ بَعْضُهُمْ أَنَّ نِيلَ مِصْرَ يَنْبُعُ مِنْ أُوغَنْدَا .
وَلَكِنِّي الْآنْ .
وَأَنَا أَعِيشُ فِي مِصْرْ
أَشْعُرُ بِالْأَلَمِ وَالْكَبْتِ وَالْأَسَى وَالْقَهْرِ النَّفْسِي .
أَتَخَيَّلُ الْبَعْضَ قَدْ تَخَلَّى عَنِ الْقَضَايَا الْمَصِيرِيَّةْ .
عَنِ الْعِرَاقْ .
عَنِ فِلِسْطِينْ .
عَنِ الْقُدْسْ .
أَرَى الْكَثِيرَ مِنَ الشَّبَابِ لَا يَهْتَمُّونَ بِالتَّعْلِيمْ .
وَلَا يَكْتَرِثُونَ بِالْوَطَنْ .
وَلَا بِكَرَامَةِ الْوَطَنْ .
وَلَا بِقَضَايَاِ الْأَوْطَانْ .
اَلْمُهِمُّ عِنْدَهُمْ أَنْ يَجْمَعُوا الْمَالَ بِأَيِّ وَسِيلَةْ .
وَمِنْ أَيِّ مَكَانٍ يَسْتَطِيعُونَ السَّفَرَ أَوِ الْهِجْرَةِ إِلَيْهْ .
اَلنَّاسُ مُنْشَغِلُونْ .
مَطْحُونُونَ بِرَغِيفِ الْعَيْشْ .
فَلَكَ اللَّهُ..يَا وَطَنْ .