عودة وحنين

عودة وحنين

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار)

تغادر الطيور أعشاشها .. تسافر في مشارق الأرض ومغاربها .. تجول هنا و هناك .. تتوارى عن الأنظار تعالج ألما اعتراها .. تمسح دمعتها بريشة ناعمة نبتت حديثا .. تتأمل أفق السماء .. تمعن التحديق .. تفكر في حقول الأماني التي تسعى إليها .. تسرح في بحار دوافع  انتزعتها من دفء مهدها .. تنتظر قمر السماء تتلمس منه جرعة شفاء .. تروح و تجيء .. و إلى ركنها القصي تعود و تفيء ..

توقظها قبلات الصباح ترسلها أشعة دافئة حنونة .. تعود إلى تفكير يتجاذبها .. تشدها شذى زهور تلوح  من بعيد .. تطير إليها سراعا .. تقف على أعتابها ، لتجد نفسها قد عادت و بلا شعور إلى حضنها الدافئ الذي صنعته بمهجة فؤادها

تتردد قليلا لكدر لا  زال كامنا في أعماقها يأبى أن يفارقها ، تقدم رجلا و تؤخر أخرى ..تفكر في العودة من حيث أتت .. لكنها في النهاية تحسم أمرها .. لتعود إلى عالمها ... فهل لا زالت أعشاشها نابضة دافئة طيبة كما عهدتها ؟؟