الأبُ الصرَّاخ
(تمريرات قصيرة)
حسين رشود العفنان ـ حائل الطّيبة
(1)
***
الأب الصرَّاخ في أمره ونهيه ، لن ينتج إلا أبناء خائفين منكسرين ، تُؤْخذُ مشاعرهم وعقولهم وجسومهم بلا ثمن.
(2)
***
يبحثُ عن القَبولِ والحبِّ ولو كانا على ذَنَب كلب شارد ، لذا يشعر بأمن وسكن عجيبين ، حين ينقلُ وشاية إلى والديه ، أو ينشر سرا إلى أذن أجنبية شامتة..
(3)
***
لأنَّه الأكبر ، وأولُ من أدخله عالم الأبوّة ، وأذاقه مُتعها ولذّاتِها ، منحه كلَّ جديد وما بَلِيَ فلأخيه الذي يصغره بشهور.
(4)
***
لا يشتهي التربيةَ وطلب الكمال إلا أمامَ النّاس فيصرعُهُ الحرصُ ، ويضربُ ابنَه ويشتمه ويصغّره.
(5)
***
كان حانقًا على أخواته ، فقد كنَّ المقدماتِ عند والده ، حين رُزِق بالبنات أذلهنَّ وسلبَ حقوقهنَّ !
(6)
***
سيمرض ، سيسقط ، سيفشل ، سيظلم ، لن تمنعَ أقدارَ الله عن ابنكَ ، لكن احذرْ أن تمنعَ حبَّك وعونك ونصرك.
(7)
***
مرضتْ ، فأصابتْ رَغِيبةً من حُبِّه وعونه ، فتألمتْ وعاشتْ خائفةً من تقارب الشفاء والعافية..!
(8)
***
لأنَّه الأكبر ، فقد جعله المتصرِّفَ بأعناقِ إخوته ، يقضي في أسمائهم وأكلهم وشربهم ولعبهم.
(9)
***
أحسنَ لابنه وأَكْسبه أخلاقَ حَمْدٍ و رفعة ، فانتقلتْ لأحفاده ومن أحفاده إلى أجيال مديدة لا يعلمها.
فجدّدْ نيتك ، فأنت أمام مشروع أخروي عظيم.
(10)
***
كلما أثنى أحد على ابنه من أقاربه أو أباعده ، ردَّ عليه بقوة وصدق : لكنه ضرب أخاه الأصغر ، وأخذ درجة هابطة في الرياضيات.
(11)
***
أعلم أن أبوّتك سحابة كريمة ، وكم تكدّر ظلامك بسبب وَعْكٍ طفيفٍ حبس طفلك ، لكن جهلك بمسالك التربية ، يجعلك عدوه الأول.
(12)
***
لم تحرص يوما على حشمتها ، أظهرت كثيرا من لحمها للشمس ، كانت تراها ـ بأمومتها البسيطة ـ طفلة صغيرة ، لكن العيون الجائعة (التي أكلتها ونبذتها دمعة) لا تراها كذلك.
(13)
***
لم تضع فاصلا كبيرا بين ابنها وابنتها
أصبحتَ لا تميز بينهما في لباس ولا هيئة ولا طبع إلا بتعسّر وجُهد.
(14)
***
أحسنَ لقريبه القاصي، وتعرّف على كثير من حاجاته وفهم أكثر حُبِّهِ وكُرْهِهِ ، لكنه أخفق مع أبنائه الذين يقاسمونه ماءه وخبزه.
(15)
***
هكذا خُلِق ..
لا يريد أن يذوب في أحد ولو كان والده
يعاند يتمنّع يرفض
فيُقمع يعنّف ينبذ
فيذوب في والده وفي الناس أجمعين!