العصفورة "زعتورة" والقطة "سمونة" والديك "خفيف"

العصفورة "زعتورة" والقطة "سمونة" والديك "خفيف"

رضا سالم الصامت

غادرت العصفورة  زعتورة عشها ، لتبحث عن قوت فراخها ، و اثناء غيابها ذهبت القطة سمونة إلى العش لتأخذ الفراخ و تخفيهم في مكان آخر، و في الأثناء  لمحها من بعيد الديك خفيف و هي تخفي الفراخ فلم يرق له مثل هذا التصرف ...

و عندما عادت العصفورة زعتورة إلى العش لم تجد فراخها فحزنت كثيرا و بقيت تطير حول المكان بحثا عنهم ، فرأتها القطة سمونة و سألتها : أراك متغيرة أيتها العصفورة زعتورة ، ما بك هكذا مضطربة و قلقة ؟

ردت عليها العصفورة : أتسالني أيتها القطة ... 

كان الديك خفيف يسمع ما دار بين العصفورة زعتورة و القطة سمونة  ، فاقترب منهما و قال:

يا صديقتي العصفورة ، أنا اعرف سبب اضطرابك و قلقك؟

استغربت القطة سمونة من كلام الديك خفيف و اضطربت  

كان الديك خفيف يحدق في القطة سمونة و يقول لصديقته العصفورة زعتورة : لا تقلقي أيتها العصفورة

فقالت: كيف لا أقلق و هناك لئيم أخذ فراخي من العش

رد عليها الديك خفيف : إن فراخك في  الحفظ و الأمان ، فهمت القطة سمونة أن الديك خفيف قد رآها عندما أخذت الفراخ ، فاحتارت ماذا تقول و لكنها خيرت أن تنسحب من المكان قبل أن يفتضح أمرها و أسرعت لمكان اختباء الفراخ  فلم تجدهم و هنا فهمت أن الديك خفيف قد عرف مكان اختبائهم و أخذهم ...

ذهبت العصفورة زعتورة مع صديقها الديك خفيف إلى المكان الذي توجد فيه الفراخ  و فرحت كثيرا عندما وجدت فراخها و هم بخير و شكرت الديك خفيف على وفائه لها و قالت له : أشكرك يا صديقي على نبلك و عرفت الآن أن القطة سمونة هي من أخذت فراخي .

ضحك الديك خفيف و قال لها : أيتها العصفورة  زعتورة  لا تبالي فالقطة سمونة لا تقصد إيذائك و لكنها قطة مريضة نفسيا لأنها لم تنجب صغارا منذ زمان فأرجو أن لا تؤاخذها على نصرفها هذا .

أقبلت عليهما القطة سمونة مطأطئة الرأس ذليلة ، و الدموع تنهمر من عينيها  طالبة العصفورة زعتورة بأن تعفو عنها  لما اقترفت يداها في حقها و حق فراخها ، شاكرة في نفس الوقت الديك خفيف الذي كان أمينا لصديقته زعتورة و وفيا لها ...

 ابتسمت العصفورة زعتورة للقطة سمونة و قالت لها:  لا عليك لقد عفوت عنك و لكن تعدني بأن لا تعاود لمثل هذا التصرف المشين الذي  لا يحبه  الله و لا يرضاه  .

 ندمت القطة سمونة على ما اقترفته من عمل مشين تجاه العصفورة زعتورة .

وقررت أن لا تعود لمثل هذا التصرف الذي يؤذي الغير و يعكر صفو حياتهم .

وهكذا يا أصدقائي نستخلص درسا من هذه القصة و أن نكون أوفياء لأصدقائنا و نخلص لهم و لا نؤذيهم و أن لا نغدر بهم وكما يقول المثل : الوفاء من شيم الكرام و الغدر من صفات اللئام .