الكلب "ميران" والقطة "سمونة" 2
الكلب "ميران" والقطة "سمونة" 2
رضا سالم الصامت
في إحدى الليالي ، أرادت القطة " سمونة" أن تنام قليلا لترتاح من التعب..
لكن جارها الكلب " ميران" ظل طول الليل ينبح و لم يتركها تنام
فقالت في نفسها : ما هذا الجار ؟
استلقت لتنام قليلا رغم النباح المتواصل، و حاولت أن تغلق عينيها ، و تصد أذنيها ، لكن دون جدوى .... فلم تعرف ما تفعله.
تذرعت صبرا حتى تنتهي الضجة التي أحدثها الكلب " ميران " و فهمت انه ينبح هكذا حتى يقلق راحتها، و راحة غيرها ، لكن " سمونة " قطة ذكية ، أنيقة و رقيقة ،لم تكترث بنباحه ، و قررت الذهاب إليه و التنبيه عليه..
حين وصلت له، لم يكترث ميران بها ، بل ضحك عليها و قال لها: ألهذا الحد أنت متعبة و تريد أن تنام ؟
ههههههه يالك من قطة نوامة و بخيلة ههههههههه!!..
قالت : غريب أمرك أيها الجار المقلق ! لما كل هذه الضجة؟
ألا تخجل من نفسك ؟
فعلى من أنت تنبح ؟
قال : أنا أحب النباح ،هل أزعجتك ؟
قالت : نعم ، أنت فعلا مزعج و عليك أن تحترم غيرك
قال : و هو ينبح متهكما ... آسف ، فاعذرني صوتي يخرج مني رغما عني .
في الأثناء جاء سيده ليضع له الطعام.
فسألته : سيدي ، سيدي أرجوك ، إن الكلب "ميران " أقلق راحتي و لم يتركني أنام ؟؟
رد عليها بكل أدب و لطف : حسنا ، سأنبه عليه ، إن عاود النباح فاني سأعاقبه .
و الآن تستطيعين الذهاب إلى النوم أيتها القطة الجميلة .
- شكرا لك سيدي .
فرحت سمونة و قالت في نفسها : الآن يبدو أني سأستريح قليلا...لأحافظ على رشاقتي..
انتهى الكلب " نباح" من تناول طعامه ، و فجأة عاد ثانية ينبح بدون مبرر ، فسمعه سيده هذه المرة و خرج له و بيده عصا غليظة ليؤدبه ...
صاح في وجهه قائلا : أيها الكلب ، أنت لا تفكر إلا في نفسك
لقد أصبحت مزعجا للغاية ، الكل يتذمر من تصرفاتك .
و بدأ في ضربه بالعصا... وكان ميران يتألم من شدة الضرب...
في الأثناء ، سمعت القطة " سمونة" الكلب و هو يعوي ، ففهمت أن سيده بصدد تعنيفه .
أسرعت إليه و طلبت منه الكف عن ضربه رأفة به.
حينها فهم الكلب " ميران" أنه كان مزعجا و لا يراعي راحة غيره، فطلب من القطة " سمونة" أن تعفو عنه ، و عاهدها بعدم تكرار ما حصل من نباح لا مبرر له.
كان " ميران " الكلب مخطئا في حق القطة " سمونة " ، اعتذر لها و قال : سوف أمنحك الآن الهدوء و السلام و نامي يا صديقتي القطة مطمئنة البال .
ردت عليه مبتسمة : شكرا لك يا صديقي " ميران " ثم غادرت المكان، و ذهبت لتنام و أحست أن الكلب صادق هذه المرة ، و فعلا نامت و شبعت نوما و لم يعد يزعجها هذا الكلب .
وفي الغد تبادلا الحديث و أكدا أن كلا منهما يحترم الآخر كثيرا ، و أنهما أصبحا صديقين حميمين .
* هكذا يا أصدقائي الصغار نستنتج من القصة ، أن الأنانية و حب الذات تقتل العلاقات بين الطرفين، و الأنانية كلمة مشتقة من "أنا" و المعروف أن أول من نطق بها هو الشيطان الرجيم عليه اللعنة، فإياكم و الأنانية إنها تغيير الطبائع و تفسد العلاقات و تجعل تصرفاتكم غير مرغوب فيها....و لا مقبولة . فلنحافظ على صداقاتنا مع من نحب بالاحترام المتبادل.