حملة انتخابية

حملة انتخابية

محمد عزيز

احتدم الصراع على المقعد الأخير في الدائرة، فكلا المرشحين ينتميان لحزبين مغمورين بعبق التاريخ والشعبية الموغلة في جذور المجتمع، كلاهما يمتلك برنامجا طموحا وواضحا، لكن المقعد واحد، وصناديق الاقتراع لا ترحم الضعيف، حشد كل مرشح مخططات الحملة الانتخابية، فعمت رخص البناء كل الحي، ووصلت أنابيب الصرف الصحي إلى آخر دار في الحومة، وأمضت شاحنات الدقيق المدعم يومين كاملين في توزيع الأكياس على سكان الحي، ولم تعد الإنارة تنقطع في كل مرة، ودورية الشرطة لا تبارح مدخل الحي، والعام زين..

التقى جارنا "سي ابراهيم" الخياط بوالدي وبدآ كعادتهما يناقشان الأوضاع الجديدة للحي، والمستقبل المشرق مع هذا التحول الإيجابي، اتسع بعدها النقاش وعم كل الحي، في المقاهي، وعلى طول ساحة السوق المحلي، وحول أبواب المسجد، وفي الأعراس، في كل مكان أصبح النقاش هو الوضع الجديد.

لتتبلور بعده المطالبة بالمزيد... بتبليط الأزقة بالرخام الرفيع... وتوسيع المتنزه وغرسه بأشجار رفيعة... نطالب بمدرسة نموذجية كتلك التي في مدينة غرناطة في إسبانيا... أجل...الخ.

إمضاء: سكان حي الواد.

ارتفعت المطالب، والحملة الانتخابية شارفت على الانتهاء، وحان وقت الإدلاء بالأصوات، لكن السكان صاغوا بيانا أخيرا بقيادة الأستاذ بالمدرسة الابتدائية "سي البشير"، مطالبين بكل ما سبق ومؤكدين في الأخير: بتمديد الحملة الانتخابية لمدة أربع سنوات حتى تحقيق جميع المطالب.