بابل تنهض من جديد

في ظل الاحتلال والجدال العنيد

حيدر الحدراوي

[email protected]

تابع حمورابي احداث العراق بشكل مفصل , فساءته , وحزت في نفسه , وحزن وتألم كثيرا لما حدث ويحدث في العراق الجديد , فقرر ان يدعوا ملوك العراق القديم , ويشاورهم في الامر , لعلهم يصلون الى ما من شأنه ان ينقذ العراق مما يجري , فأرسل رسله لدعوة الملوك لتناول العشاء في قصره , قبل الملوك دعوته , الا النمرود قد اعتذر لانشغاله بأمور فنية اخرى , وسفره الى خارج البلاد .

انتظر حمورابي  وصول الملوك , بفارغ الصبر , يغدو ويروح في الغرفة , تارة يجلس , وينظر من النافذة تارة اخرى , الا ان سمع صوت البوابة يفتح , وصوت المنادي يملئ الغرفة :

-         الملك المفدى .. اســـــــرحــــــــــــدون ! .

فاسرع حمورابي لاستقباله , دخل اسرحدون بصحبه مرافقه الشخصي , وهو ينظر الى الموبايل , حتى وصل الى مكان حمورابي , فتبادلا التحية .

اسرحدون : هذه الموبايل روعه .. اوداعتك اشتريته من الشركة .. طلب خاص ..  شوف اشلون كامره عليه , رام 16 كيكا , ذاكرة داخلية 40 كيكا .. مو اكلك روعة .

حمورابي : بالعافية عليك . تفضل استريح .. خلي استقبل الباقين .

في اثناء ذلك , نادى المنادي :

-         الملك المفدى ... اشــــــــور بانيبال !

فدخل اشور بانيبال يحمل جهاز كومبيوتر محمول , ويتجادل مع مرافقه الشخصي , حتى وصل الى مكان حمورابي , فتبادلا التحية .

اشوربانيبال : شوف هذه لابتوب  ولا في الاحلام ... سرعة ومتانة ... قوة وامانه .. ضد الماء والرصاص .

حمورابي : جا  شلون يشتغل وكهرباء ماكو ؟ .

اشوربانيبال : بيه شحن خمس ساعات .. مو اكلك روعه .

فتوجها الى غرفة الضيوف , حيث يجلس اسرحدون , الذي لم يرفع رأسه عن الموبايل , فجلس اشوربانيبال , محدقا في لابتوبه , الى ان صدح صوت البواب مناديا :-

-         الملك المخنث .. العفو ... الملك المعظم ... سرجون الاكدي ! .

 فدخل سرجون بصحبه مرافقه الشخصي وهو يغني ( يلجمالك سومري نظرات عينك بابلية ) , ويردد مرافقه الشخصي ( بابلية ) , حتى وصل الى مكان حمورابي وتبادلا التحية .

سرجون : اشلونه صوتي ! .. يخبل مو ! ... جا  انت لو سامعني واني اغني ( بص كده ولا كده ) اشراح اتكول .

حمورابي : انته وين وهيفاء عجرم وين ؟ .

سرجون : ههههههههه ..... قصدك نانسي عجرم ! ... هههههههههه

حمورابي : صوتك مو للغناء والطرب ... انته صوتك للحرب مثل ( تقدموا ) , ( اهجموا ) .

سرجون : طلعت تقاعد ...

حمورابي : لعد تفضل .

فتوجها نحو غرفة الضيوف , لكن سرجون يردد ( شخبط شخابيط لخبط لخابيط ) , وفجأة دوى صوت المنادي :-

-         الملك المفدى .... نبوخذ نصر !

فدخل نبوخذ نصر برفقه مرافقه الشخص , حاملا كرة , حتى وصلا الى مكان حمورابي , فتبادلا التحية .

نبوخذ نصر : هسه عرفتك زين ! ...... انت تشجع ريال مدريد ... ها ها .. لهذه السبب ما اجيت للكهوه حتى تشوف خسارتكم ويانه .

حمورابي : انتم منو ؟

نبوخذ نصر : احنه البرشه ( برشلونا ) اوداعتك لعبنه بيهم طوبه ! بس اني حاير ليش برشلونه ما تلعب على كاس العالم ! .

حمورابي : لان برشلونه نادي ! .

نبوخذ نصر : انه اخو اسد بابل ! ... صارلي خمسة الالاف سنة اشجع البرشه .. وهسه يالله عرفت البرشه نادي .. المهم شوف هاي الطوبة .. صناعة خاصة .

حمورابي : وينه او وين الطوبة ! . احنه بيا حال ! .

نبوخذ نصر : هاي كرة الطوبة .. ساحرة الملاعب  .. سحر المستديمة ! .

فتكلم مرافقه همسا : سيدي ... سحر المستديرة .

نبوخذ نصر : المهم ... سحر   كرة الطوبة !

فتوجها نحو غرفة الضيوف , حيث اعدت وليمة كبيرة , فتناول كل قدر استطاعته , بعد الانتهاء جلس الضيوف في غرفة الاجتماعات , فطلب حمورابي من البواب ان يشغل التلفاز , لكن البواب , اخبره بأن الكهرباء مقطوعة , فأمره ان يشغل المولده , فذهب البواب , وعاد بعد قليل :-

-         سيدي .. حبل المولدة مقطوع .

-         هاي اشلون .... بسيطة بسيطة ... شعرات صخلة ابرمهن وسويهن حبل ... بالله هاي فد مشكلة .

-         حاضر سيدي .

بعد قليلا من الوقت , نورت المصابيح الغرفة , ونهض حمورابي فيهم خطيبا , فشرح لهم احوال العراق , وما حدث فيه , وطلب منهم يهتموا بذلك , وان لا يحتجوا بالتقاعد , وتقدم السن , ففتح جهاز التلفاز , وعرض عليهم الانفجارات والاختلاسات واثار الدمار من الاحتلال والارهاب وغيره , فصاح نبوخذ نصر :

-         انا اخو الاميرة والنهر ! . 

-         انا اخو اسد بابل ! .

-         انا اخو العنقاء ! .

-         انا اخو عشتار ! .

نبوخذ نصر : اني سبيت اليهود من بلادهم وجبتهم اسرى اذلاء وسخرتهم للعمل كعبيد في بلاد الرافدين ... واليوم اليهودي يطب ويطلع بكيفه . 

وزادهم حمورابي الما بشرحه لهم كافة التفاصيل , الى ان خلص به القول :

حمورابي : هسه اريد حل ! ... لقد وجدت الكثير من الحلول لكني وجدتها غير ناجعة .. فقررت ان اشاوركم في الامر ... لعل لدى احدكم حلا ناجعا .

اسرحدون : عدنه نبوخذ نصر ... ونهجم على اسرائيل ونسبيهم مرة ثالثة .

حمورابي : لا ... لا .. هاي بعد ما تصير ! .

نبوخذ نصر : ننتهز الفرصة ! .

حمورابي : يا فرصة ؟.

نبوخذ نصر : اذا خسرت البرشه .. امريكا واسرائيل راح يفتحون عيونهم ... واذا فازت الفرحة تعميهم .

حمورابي : يمعود .. انته تشجع البرشه  او ما تدري  نادي برشلونه ملك صرف لليهود ! .

نبوخذ نصر : انا اخو اسد بابل ! ... برشلونه ملك لليهود ! .

اشور بانيبال : عندي الحل ! ... ادزلهم فايروسات .. واخرب اقتصادهم .

حمورابي : وانته اشتعرف بالحاسوب ... غير المعالج والسرعة والرام والهارد ... بس غيرهن كلشي ما تعرف ... همه اعرف منك بهاي الامور ! .

وهكذا كلما اقترح احدهم فكرة , فندها حمورابي لعدم كفايتها , لكن سرجون ضل شارد الذهن , يفكر بشكل عميق , ويستمع بدقة متناهية , فنهض فجأة , وكأنه وجد الحل , فقال بصوت ملئ الغرفة , تمايل بجسده يمينا ويسارا , مصفقا بكلتا يديه بحرارة :-

(( اليوم يومك يعراقي ..... هله  يابو الغيره

العب العب خلي خصمك دوم يبقى بحيره ))