أعلى الإيرادات
مجدي شلبي
بعصبيته المعتادة وجه المخرج طاقم العمل؛ ؛ قبل تكرار إشارة بدء التصوير:
ـ فيلم (حبيبه) كلاكيت عاشر مرة
الممثل الشهير (محمود حمدى) أجهد نفسه فى تقمص دور (متولى) ذلك الكهل الذى أصيب بأزمة قلبية حادة ليلة زفافه....
انطلقت (زوجته الشابه حبيبه) فى تصنع زائف تبحث له عن الدواء....
ثم لم تلبث أن أدارت وجهها نحوه بفزع، وسارعت إليه مهرولة:
ـ محمود ... محمود
ـ استوب
استطاع المنتج أن يحقق أعلى إيرادات بهذا المشهد الذى صور الفنان محمود حمدى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
غيبة عم جوليد
عاش عم جوليد بمفرده فى هذه الحارة؛ مؤتنساً بسكانها، الذين لم يجهدوا أنفسهم فى البحث عن أصل هذا الرجل شديد السمرة اللامعة، والذى يظهر بينهم أياماً ويختفى أياماً؛ حتى صار حضوره وغيابه مضرباً للأمثال
أثارت غيبته الأخيرة حفيظة جيرانه، وتحول همس السؤال إلى ضجيج... فقسموا أنفسهم إلى مجموعات؛ مهمتها البحث عن عم جوليد فى سائر الأنحاء
فى الساحة الخربة؛ حيث تلال القمامة مكدسة؛ كانت هناك رأس كهل تطل من بينها، وقد نهشتها الطيور الجارحة فتاهت معالمها، إلا أن بقايا جلده الأسمر دلت عليه...
استأذنوا السلطات المختصة فى دخول داره؛ ليحولوها إلى مقر لجمعية خيرية؛ فوجدوا أوراقه الثبوتية
نعاه أهل الحارة فى جريدة شهيرة باسمه الكامل؛ وأدهشهم حضور أحد الدبلوماسيين من دولة إفريقية؛ معلناً أن (جوليد عز الدين كومار) هو شقيقه الأكبر الذى أعياه البحث عنه لسنوات، ولم يتوصل إليه إلا بعد أن غادر الحياة.
تأشيرة دخول
حاول إيقاف آلة الزمن عشرة دقائق فقط؛ ليلحق بالطائرة، وهو لا تفصله عنها سوى تلك الدقائق المعدودات
ألقى ساعته من نافذة السيارة؛ عندما وجدها تعانده، وتسرع الخطى مهرولة نحو موعد الإقلاع:
ـ يارب... إنها فرصتى الأخيرة فتأشيرة دخولى إلى بلاد الغربة لم يتبق من صلاحيتها سوى ساعات...
فى صالة السفر كان هناك طبيب أجنبى؛ يتعجل الرحيل على أقرب طائرة؛ هرباً من ملاحقة أمنية إثر التحقيق معه فى واقعة سرقة أعضاء بشرية...
الذين على قائمة الانتظار حلوا محل المتأخرين
ثم أقلعت الطائرة؛ متجهة نحو المصير الذى لم يتوقعه أحد؛ فقد تعرضت بطريق الخطأ لنيران دولة صديقة.