الغيرة القاتلة

الغيرة القاتلة

مجدي شلبي

[email protected]

بعد شهور الحمل السعيد؛ وضعت زوجته طفلهما الجديد؛ وراحا يفكران فى اسم للوليد

الزوجة: تامر... إسم جميل

أخذته الغيرة الشديدة من إعجاب زوجته بأغنيات تامر حسنى؛ فأصر على رفضه رفضاً باتاً!

اقترحت اسماً جديدا:

ـ محمود

كست وجهه سحب الغيظ والضيق والحنق؛ فهذا هو اسم ابن عمها؛ الذى يراوده الشك فى علاقة ما بينهما!

غرق فى بحور اوهامه؛ إلى الحد الذى حجب عن عينيه الحقيقة، وشل تفكيره عن الاختيار؛ فتحول الحوار بينهما إلى ما يشبه الشجار!

تكررت عروض الأسماء من جانبها؛ وتكرر الرفض من جانبه؛ ولم يلتفتا إلى صراخ ابنهما الذى استمر لساعات؛ قبل أن يفارق الحياة!

               

العربة الطائشة

المركبة تسير بسرعتها الجنونية؛ غير عابئة بفزع الركاب وصراخهم؛ والسائق بين الفينة والأخرى يرمقهم من خلال المرآة؛ مستشعراً السعادة الغامرة؛ بتلك الفوضى العارمة التى انتابتهم؛ فقضت على وقارهم؛ وجعلتهم يترنحون كالسكارى يمنة ويسرة، ومن خلف ومن أمام

ـ ياعم إذا كنت أنت برأسك فى الدنيا؛ نحن (وراءنا كوم لحم)..

هكذا صرخ أحدهم؛ فنظر آخر إلى مؤخرته؛ وهز رأسه مؤيداً! .....

اختلاط الحابل بالنابل جعل الآنسات والسيدات يتأففن من هذا التخبط؛ الذى يرغب عنه بعضهن، وفيه بعضهن الآخر؛ ورجال يأتون بحركات إضافية احتكاكية؛ وكأن تلك العربة الطائشة قد أصابتهم بعدوى الرعونة والهمجية...

أمام إشارة المرور حاول السائق كبح جماحها باستخدام الفرامل دون جدوى؛ لكن نفاد الوقود أجبرها على التوقف .

               

الحدود الأربعة والسقف

لم تكن تعرف معنى للأسطح المستوية (الحادة والمتقاطعة) إلا بعد أن لُفظت خارج عالمها المستدير..

عندئذ ارتطمت بسطح بارد، ارتعشت، صرخت؛ فابتسم الجميع من حولها وامتلأوا بالدفء! ..

وجهها نحو السقف، لم تقو عينيها على رؤية شىء؛ تلقفتها الأيدى فى لهفة وشوق؛ متسائلين:

ـ ولد؟.... ولد؟

جاءت الإجابة بانكسار مع هز الرأس بإشارة نفى؛ فألقوها فى (الطشت)، وانصرفوا فى صمت !