شَقَاوَةُ.. طِفْل
شَقَاوَةُ.. طِفْل
علا حسب الله غازي أبو العطا
اَلطِّفْلُ أَحْمَدُ بِطَبِيعَتِهِ شَقِيٌّ يُحِبُّ أَنْ يَلْعَبَ وَيَلْهُوَ, وَفِي نَفْسِهِ عَدَاوَةٌ لِلْأَطْفَالِ, يَضْرِبُ هَذَا وَيَشْتُمُ هَذَا وَيَسُبُّ ذَاكَ , اَلطِّفْلُ أَحْمَدُ طِفْلٌ وَسِيمٌ جَمِيلُ الْوَجْهِ وَالصُّورَةِ ,يُعْجِبُكَ مَنْظَرُهُ وَشَقَاوَتُهُ وَضِحْكُهُ وَابْتِسَامَتُهُ ,كَمَا أَنَّ دَمَهُ خَفِيفٌ حَتَّى وَهُوَ يَبْكِي,أَبُوهُ يُحِبُّهُ وَأُمُّهُ مُعْجَبَةٌ بِخِفَّةِ دَمِهِ وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ مُعْجَبُونَ بِهِ وَبِحَركَاتِهِ وَشَقَاوَتِهِ ,ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْحَضَانَةِ وَمَعَهُ ابْنُ خَالَتِهِ مَحْمُودٌ وَهُوَ أَيْضاً شَقِيٌّ مِثْلُهُ وَأَثْنَاءَ ذِهَابِهِ إِلَى بَيْتِهِ تَشَاجَرَ الاِثْنَانِ فَدَفَعَ مَحْمُودٌ أَحْمَدَ فَوَقَعَ فِي تُرْعَةٍ صَغِيرَةٍ بِجِوَارِ بَيْتِهِ وَهَرَبَ مَحْمُودٌ إِلَى مَنْزِلِهِ
وَاَلطِّفْلُ أَحْمَدُ يُحَاوِلُ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَاءِ لَكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ لِصِغَرِ سِنِّهِ وَعَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَى الْعَوْمِ وَلَمْ يُوجَدْ أَحَدٌ فِي هَذَا الْمَكَانِ لِيُنْقِذَ هَذَا الطِّفْلَ الْمِسْكِينَ مِنَ الْغَرَقِ وَفَجْأَةً خَرَجَ عَمُّهُ لِيَنْظُرَ مِنَ الشُّرْفَةِ صُدْفَةً فَنَظَرَ إِلَى أَسْفَلَ فَوَجَدَ ابْنَ أَخِيهِ هَذَا يُحَاوِلُ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَاءِ لَكِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ ,فَهَرْوَلَ مُسْرِعاً لِيُنْقِذَ هَذَا الطِّفْلَ مِنَ الْغَرَقِ وَبِالْفِعْلِ أَنْقَذَهُ وَأَخْرَجَهُ مِنَ الْمَاءِ وَوَضَعَهُ عَلَى بَطْنِهِ لِيُخْرِجَ الْمَاءَ مِنْ فَمِهِ الَّذِي رُبَّمَا قَدْ يَكُونُ ابْتَلَعَهُ ,وَأَخْرَجَ الْمَاءَ , وَذَهَبَ الطِّفْلُ إِلَى أُمِّهِ وَحَكَى لَهَا كُلَّ مَا حَدَثَ ,قَالَ: يَا أُمِّي لَقَدْ أَنْقَذَنِي عَمِّي, قَالَتْ: بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ ,وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ,وَأَخَذَتِ الْأُمُّ ابْنَهَا ,وَنَظَّفَتْهُ بِالْمَاءِ وَالصَّابُونِ ,وَعِنْدَمَا عَادَ الْأَبُ مِنْ عَمَلِهِ مُتْعَباً حَكَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ مَا حَدَثَ لاِبْنِهِ الشَّقِيِّ وَقَالَتْ لَهُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ أَنَّ أَخَاكَ رَآهُ وَأَنْقَذَهُ ,وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَكَانَ الطِّفْلُ قَدْ مَاتَ غَرَقاً وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَّا,فَسُرَّ الْأَبُ كَذَلِكَ ,وَقَالَ :اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّاهُ , وَسَوْفَ أَقُومُ بِذَبْحِ خَرُوفٍ فِدَاءً لاِبْنِي أَحْمَدَ وَشَكَرَ اللَّهَ وَحَمِدَهُ.
الشاعر والروائية/ علا حسب الله غازي أبو العطا
زوجة شَاعِرُ..الحرف الجميل الذي يروق الشاعر والروائي/محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شَاعِرُ..الْعَالَمْ الذي بنوره اكتنف الألباب.