الجدران المائلة

د. مرفت محرم

أسرة الأب فيها أبى الاكتفاء بعمله مهندساً فى إحدى الشركات؛ فلبى نداء السعى بهمة ونشاط وحمية؛ للعمل فى إحدى البلدان الخليجية... والأم تملك مكتباً متخصصاً فى أعمال الترجمة، وطباعة الرسائل العلمية... والإبن الوحيد فى أولى مراحل دراسته الجامعية

وكمعظم العائلات المتمتعة بالثراء؛ حيث يكون الاهتمام بتدليل الأبناء؛ من خلال منحهم المال بسخاء؛ عوضاً عن التوجيهات الأبوية، والمشاعر الإنسانية؛ التى لا يأبهون بها، ولا وقت عندهم لها ...

فقد أصبح البيت خاوياً من الحنان، وصار الابن يعانى من الحرمان؛ رغم ما يحصل عليه من أموال؛ فبدأت رحلته الاستكشافية؛ فى البحث عن البدائل العاطفية؛ فأوصله هذا الطريق؛ إلى صديق من أصدقاء السوء؛ فتبدلت أحواله، وتبددت أمواله، ورسب فى الكلية؛ بعد أن استسلم بالكلية للمخدر اللعين، ووصل إلى درجة الإدمان ...

أدرك أبواه خطأهما بعد أوان؛ ونجحا فى علاجه من الإدمان؛ واستطاع الابن الوحيد الكبير؛ خلال وقت قصير؛ أن يعوض ما فاته، ويتفوق فى دراسته، ويتخرج من كليته بتقدير ..

وهاهو بعد سنوات من الجد والاجتهاد والمعاناة، يجلس على مقهى البطالة فى انتظار إما وظيفة… وإما نرجيلة معسل أو حشيش!