الثعلب وضيفه الذئب المخادع

الثعلب وضيفه الذئب المخادع

رضا سالم الصامت

يحكى من زمان أن هناك ثعلب ذميم لئيم  ماكر يدعى " جرنوب" يعيش حذرا في غابة  كثيفة الأشجار، استدعى في أحد الأيام  صديقه " جبرون " الذئب المخادع، الذي يعيش في الصحراء القاحلة القريبة من الغابة .

 كان هذا الذئب شرسا و غدارا تعجبه نفسه كثيرا ، و تخافه الحيوانات الأخرى و تهابه .

اجتمع الثعلب " جرنوب"  بعدد من حيوانات الغابة  و قال لهم : لقد حل علينا صديقي الذئب " جبرون " ضيفا ، و قد أتانا من منطقة بعيدة و عليكم أن  ترحبوا به و تكرمونه !

 وافقت الحيوانات كلها ، رغم شعورهم بالخوف من هذا الضيف  الثقيل . و مرت الأيام و لاحظ جميع الحيوانات تصرف الذئب الذي لا يليق بغابتهم الهادئة  فقرروا التخلص منه .

فذهب القرد للثعلب و قال له:

أيها الثعلب ، يا سيدي ، انك مسكين ، ضيفك يريد بك شرا  و مصمم على التنكيل بك و خداعك  !

قال : ماذا ، و لكني شديد الحذر منه

رد عليه القرد : انه يريد بك غدرا ، أنا مثلا لا أخافه ، فهو غير قادر على الإمساك بي ، لأنه لا يستطيع تسلق الأشجار ، أحيانا أضحك عليه عندما يحاول تسلق الشجرة !

انه غبي يثير السخرية و هو يتظاهر بأنه أقوى منك ،و قال لي أن الثعلب دعاني في ضيافته و لم يقدم لي أكلا و لا شرابا 

غضب الثعلب من كلام القرد و قال : سأتظاهر أمامه بأني مريض ،و سأطلب منك استدعاء طبيب الغابة الماعز " كرنوب "  و بدوره يطلب جلب حشائش من الصحراء كي استعملها كدواء لأشفي من المرض فهل تساعدني أيها القرد؟

رد عليه القرد ضاحكا : هذه فكرة جيدة ، و انا على استعداد  لمدك يد المساعدة ،و لكن يجب أن نرتب الأمور مع صديقنا الماعز" كرنوب " .

ذهب القرد إلى التيس و هو ذكر العنز  " الماعز"  كرنوب و هو حيوان يتميز بخفة الحركة و الذكاء  ليمثل دور الطبيب . و عرض عليه الفكرة فقبل مسرورا و قال آن الأوان لنتخلص من هذا الذئب اللعين ...

 عاد الذئب الى بيت صديقه الثعلب " جرنوب" فاندهش لما وجده على الفراش مريضا و بعض الحيوانات بجانبه فسألهم : ما الذي يجري ؟ هل صديقي الثعلب مريض ؟

قالوا له : نعم ، انه مريض جدا ، و قد استدعينا له طبيب الغابة الماعز" كرنوب" ..

في الأثناء كان الثعلب الماكر "جرنوب " يئن من شدة الألم و يصيح ...

و كان القرد "سرون " يمسح من حين  لآخر جبينه بقطعة من القماش المبلولة بالماء البارد ،أما ضيفه الذئب "جبرون" فقد كان يراقب المشهد بكل حذر و لا يقول شيئا .

و فجأة وصل طبيب الغابة  الماعز "كرنوب " و اخذ يفحص الثعلب " جرنوب "  فحصا دقيقا 

وفي حيلة للتخلص من الذئب الشرس " جبرون"  و بعد فترة من الصمت و قف الماعز الطبيب و قال : إن حالة صديقكم الثعلب "جرنوب"  تسوء وتزداد سوءا و لكي يشفى لا بد من جلب حشائش  " التجرنوع"   لنتمكن من مداواته و إنقاذ حياته ....

سأل القرد "سرون" الطبيب الماعز و قال له : و لكن من أين سنأتي بهذه الحشائش ، أهي موجودة عندنا في الغابة ؟

رد عليه الطبيب قائلا : للأسف  أيها القرد ، لا يوجد مثل هذا النوع من الحشائش في غابتنا !

و لكنها قد تكون موجودة  في مناطق قاحلة كالصحراء القريبة من غابتنا ...

هنا وقف الذئب " جبرون" و قال مبتسما : يمكنني أن اجلب لكم هذه الحشائش ،فهي موجودة بكثرة في الصحراء  التي أعيش فيها ، لكن بشرط  أن يفحصني الطبيب الماعز عند عودتي

رد عليه الماعز : قبلت شرطك و سأفحصك مجانا

فرح الذئب ، لأن  الماعز قبل الشرط  ، لأنه تصور عندما يعود بالحشائش المزعومة ، يجد الماعز بانتظاره ليفترسه

و هكذا نجحت الخطة و انطلت الحيلة على الذئب المخادع "جبرون "، وذهب كالجبان ليجلب للثعلب  الحشائش من الصحراء  .

 و مرت أيام و أيام و لم يعد ، لأنه لم يجد  هذا النوع من الحشائش  وكل الذئاب  ضحكت عليه  في الصحراء و قالوا له إن حيوانات الغابة  خدعوك أيها الجبان و عرفوا كيف  يتخلصون منك كضيف ثقيل . فاشتد غضبه و قرر عدم العودة الى غابة الثعلب  "جرنوب " و بقي يفكر و يراجع علاقته به ، لأنه فهم  أن صديقه الثعلب  أمكر منه و هو من فكر في أن يخدعه عندما كان ضيفا عنده  ...

و هكذا  يا أصدقائي الصغار  تبين من القصة أن طريق الخداع مآله الفشل و أن لا شيء  يمكن للمرء الحصول عليه  عن طريق التحيل أو الخداع ....