أوباما

أوباما

حيدر الحدراوي

اوباما

اخبرهما الطبيب انهما لن يتمكنا من انجاب  مولود اخر , فلم يسمياه , حتى كبر الطفل , وبدأ ينطق بعض الكلمات , ذات يوم , بينما كان الطفل ينظر الى قط  سائب , قال :

اووووو ! .

التفت الى ابيه فقال :

بــا ! .

ثم نظر الى امه , فقال :

ما ! .

صرخ الاب فرحا , وكأنه وجد ما يبحث عنه :

لأسمينه  اوو .. با .. ما ( اوباما ) ! .

ماسوني !

بينما كنت اسير في شوارع المدينة , حيث كان الشارع مزدحما , لفت انتباهي شاب قد وضع يده على بطنه , اظهر الخنصر والسبابة , واخفى البنصر والوسطى, هذا ليس من شأني ! , لكن الفضول دفعني لمراقبته , حتى وصل الى تقاطع الشارع , فقاطعه بعض الشباب , وانهالوا عليه ضربا , حتى سال الدم  من بعض جوانبه , تركته ومضيت , لا اعرف ان كان قد فارق الحياة ! .

ميراث الاب

ما ان انتهت مراسم العزاء , اقتسم الابناء تركة الاب المتوفى , الا حقيبة كبيرة , كانت الام قد اخفتها , اصرت ان لا تفتحها الا بحضور جميع الابناء , ولم تعرف ما كان بداخلها , جلسوا جميعا على شكل حلقة  , وضعت الام تلك الحقيبة في المنتصف , وهي تبكي , تأمل الابناء الحقيبة بنوع من الحزن والاسى , لم يجرؤ احد على فتحها , فقد كانت من حاجيات الاب المقدس في نظرهم , تمالك الاكبر نفسه , وتجرأ على فتحها , حدقوا جميعا بداخلها , فوجدوا فيها مجموعة من اشرطة الغناء , وبعضا من الاقراص المضغوطة تحتوي على افلام خليعة , ومجموعة من الكتب والمجلات الفاسدة , واشياء اخرى لا تهدي الى صراط قويم .

انفجر الابناء بالبكاء والعويل لذكرى ذلك الاب المقدس , واخذ كل منهم شيئا من تلك الاشياء ولطم بها رأسه من غير شعور , وبعد ان هدئوا , اختلفوا فيمن سيحتفظ بالحقيبة , كل منهم يري له الحق فيها , بعد تفكير طويل , قرروا ان يأخذ كل واحد منهم مجموعة من الاشياء , فأخذ احدهم اشرطة الغناء , والاخر اخذ الاقراص المضغوطة الخليعة , وغيره اخذ اشياء اخرى , وتركوا الحقيبة فارغة للأم , وضع كل منهم اشيائه في حجره وانصرف باكيا !.