حكاية للصغار.. حتّى يفهم الكبار

حكاية للصغار.. حتّى يفهم الكبار

د. أحمد أبو النور

يحكى يا ولدي أنّ ملكاً اضطهد شعب مملكته،

وظلمهم،

ونهب أموالهم،

وأفسد عليهم حياتهم.

وحين صرخوا محتجّين ومطالبين بحقوقهم

قتل منهم العشرات،

فثاروا عليه

وطردوه من البلاد شرّ طردة.

وغير بعيدٍ من هذه المملكة

قام ملكٌ آخر،

اضطهد شعبه،

وظلمه ظلماً شديداً،

وسرق مع أفراد أسرته

والمقرّبين إليه

حقوقهم وأموالهم،

وتآمر مع أعدائهم.

وحين صرخوا محتجّين ومطالبين بحقوقهم

قتل منهم المئات،

فثاروا عليه،

وأمسكوا به،

وزجّوا به مع أسرته ومن معه في غياهب السجون.

وغير بعيدٍ من هذه المملكة

قام ملكٌ ثالث،

ظلم شعبه ظلماً أشدّ،

وسرق مع أفراد أسرته حقوقهم وأموالهم،

حتّى لم يترك لهم ما يأكلون

ولا ما يلبسون أو يسكنون،

فحرم الصغار

وأذلّ الكبار.

وحين صرخوا محتجّين ومطالبين بحقوقهم

شتمهم بأقذع الشتائم،

وسمّاهم بالجرذان،

ثمّ قتل منهم الآلاف،

فثاروا عليه

حتّى أمسكوا به مختبئاً في السراديب مع الجرذان،

وقتلوه شرّ قِتلة.

وغير بعيدٍ جدّا من هذه المملكة

قام ملكٌ رابعٌ أسوأ من الثلاثة،

فنهب مع أفراد أسرته وعصاباته

كلّ أموال شعبه،

وأذلّهم،

وحرمهم،

وأفسد أخلاقهم،

وأهان مقدّساتهم.

وحين صرخوا محتجّين ومطالبين بحقوقهم؛

كال عليهم شتّى التهم،

وسمّاهم بأسوأ الأسواء،

وشبّههم بالجراثيم،

ثمّ عذّب أطفالهم،

واغتصب نساءهم، 

ودمّر العشرات من مدنهم وقراهم،

وهدم معابدهم،

وسجن أحرارهم،

وقتل عشرات الآلاف من أبنائهم،

فثاروا عليه و.....

والآن... أكملِ الحكاية من عندك يا ولدي، فحتّى الصغار يعرفون كيف يكملونها..