سِنّ أبي كريم

سِنّ أبي كريم

مصطفى حمزة

[email protected]

" وأخيراً جاءَ أوّلُ الشهر " ...

  نظرَ في المرآةِ الكالحةِ يتفقّدُ في فمِهِ المفتوح عن آخِرهِ السّنَّ الذهبيّةَ القديمةَ ، لقد بَدا وكأنّهُ يبحثُ عنْ جوهرةٍ ثمينة سقطتْ منه في بئرٍ مُظلمة !

" بعدَ قليلٍ سيصلُ ابني كريم ليُعطيني شهريّتي .. سأقلـَعُها ..وأرتاح .. "

عندَ العصرِ غادرَ أبو كريم عيادةَ الأسنان يعَضّ على قطعة قُطنٍ مُخَضّبةٍ بالدم والكحول ،ويُطبقُ قبضته على سنّه المقلوعة .

" يا ربّ ... يا ربّ .. " نداءٌ مَخْنوقٌ بعَبْرةٍ مَحْمومةٍ ، سَمِعَهُ الشابّ المُلثّمُ يَندّ عن العجوز وهو يُناوله سِنّه الذهبيّة .

" خُذ يا بُنيّ ، أوْدِعْها صُندوقَ التبرّعاتِ لمدينتنا المذبوحة ..حِمْص  " ....