سِنّ أبي كريم
17آذار2012
مصطفى حمزة
سِنّ أبي كريم
مصطفى حمزة
" وأخيراً جاءَ أوّلُ الشهر " ...
نظرَ في المرآةِ الكالحةِ يتفقّدُ في فمِهِ المفتوح عن آخِرهِ السّنَّ الذهبيّةَ القديمةَ ، لقد بَدا وكأنّهُ يبحثُ عنْ جوهرةٍ ثمينة سقطتْ منه في بئرٍ مُظلمة !
" بعدَ قليلٍ سيصلُ ابني كريم ليُعطيني شهريّتي .. سأقلـَعُها ..وأرتاح .. "
عندَ العصرِ غادرَ أبو كريم عيادةَ الأسنان يعَضّ على قطعة قُطنٍ مُخَضّبةٍ بالدم والكحول ،ويُطبقُ قبضته على سنّه المقلوعة .
" يا ربّ ... يا ربّ .. " نداءٌ مَخْنوقٌ بعَبْرةٍ مَحْمومةٍ ، سَمِعَهُ الشابّ المُلثّمُ يَندّ عن العجوز وهو يُناوله سِنّه الذهبيّة .
" خُذ يا بُنيّ ، أوْدِعْها صُندوقَ التبرّعاتِ لمدينتنا المذبوحة ..حِمْص " ....