حب الأمير "حسان" لابنة خادمة القصر "قمر الزمان"
حب الأمير "حسان"
لابنة خادمة القصر "قمر الزمان"!
رضا سالم الصامت
كان في قديم الزمان ابن ملك شاب يافع فارس مغوار ذكي و شجاع ، يدعى " حسان " أحب حبا جما فتاة هي ابنة خادمة القصر و تدعى " قمر الزمان "، لكن الملك و بحسب رغبته قرر أن يجمع كل فتاة جميلة بمملكته و يدعوهن إلى قصره لاختيار واحدة يراها مناسبة لابنه الأمير و لم يكن يعلم بقصة حب " حسان" من " قمر الزمان " .
فأمر حراسه بجلب الفتيات إلى القصر, لكن الأمير لم يكن راض لمقترح والده الملك ، لأن غايته أن يتزوج من يحبها وهي فتاة يستطيع أن يمنحها ثقته العمياء هي " قمر الزمان "
طرح الموضوع على والده الملك ، فغضب و قال له : من الحكمة إني قررت أنأدعو كل فتاة لأختار واحدة منهن و تكون أنت مستعد لتجد الأجدر بينهن.
سمعت خادمة القصر ما يدور من حديث بين الملك و ابنه فحزنت كثيرا،لأنها كانت تعرف جيدا أن ابنتها " قمر الزمان " تكن للأمير حبا كبيرا و الأمير بدوره يبادلها نفس الشعور.
حكت خادمة الملك ما حدث لقمر الزمان ، فتفاجئت مما سمعته و حزنت الفتاة حزنا شديدا.
سمع الأمير أن حبيبته " قمر الزمان " التي تحبه و يحبها مرضت، فاشتد حزنا عليها، و أصبح يعاني من الكآبة و لم يعد يحلو له شيئا و بدا طريح الفراش لا يأكل و لا يشرب .
سمع الملك بمرض ابنه " حسان " فأسرع إليه قائلا: ما بك يا بني ؟
هل أدعو لك الطبيب ؟
قال الأمير إن الداء الذي أحس به لا يوجد له دواء، لذا لست بحاجة لطبيب !
استغرب من كلام ابنه، و قرر أن يدعو كل أطباء مملكته لمعالجة الأمير... في الأثناء سمعت ابنة الخادمة بمرض الأمير ، حينها تيقنت أنه يحبها .
بدأ توافد الأطباء على الأمير من كل حدب و صوب ، لكن في كل مرة يعجز الأطباء في مداواة الأمير و شفاءه .
فغضب الملك غضبا شديدا و تملكته الحيرة ،و هو الذي يريده أن يتزوج بواحدة من أجمل فتيات مملكته ماعدا قمر الزمان .
و ذات يوم قرر أن يجتمع بحاشيته وبكل الخدم و منهم خادمته .
أثناء الاجتماع ابلغهم أن الأمير حياته في خطر و حالته الصحية في تدهور و قد فشل خيرة أطباء المملكة في مداواته، فصحة الأمير تزداد تعكرا و لذا و من اجل إنقاذه و استرجاع عافيته فهل من اقتراح ؟
فيهم من اقترح بجلب أشهر ساحر و فيهم من اقترح أن يجلب له الملك طبيبا من خارج المملكة ....
رفعت الخادمة يدها و قالت للملك مستأذنة : لو يسمح لي حضرة الملك فقال لها : سمحت لك ، هات ما عندك ؟
قالت : إن دواء الأمير" حسان " ليس لدى ساحر و لا طبيب ولا رهبان ، فدواءه موجود عند ابنتي " قمر الزمان" فهي الوحيدة القادرة على شفائه !
استغرب الملك من كلام الخادمة و قال لها كيف ذلك ؟
قالت الخادمة :
ابنتي لديها قدرة عجيبة على مداواة الأمراض المستعصية ، لذا أرجو من مولاي أن يقبل !..... و سوف ترى يا مولاي النتائج و تحكم عليها...
قال الملك : قبلت أيتها الخادمة ...
وافق الملك ، وطلب منها أن تجلب ابنتها لتبدأ في علاج ابنه ، لكن الخادمة اشترطت بأن تكون مكافئتها عندما يشفى أن تتزوجه.
اغتاظ الملك غضبا من كلام خادمته ،و قال لها كيف لي أن أزوج ابني الأمير لابنة خادمة القصر ؟
هل فقدت صوابك يا امرأة ؟
ردت عليه الخادمة بهدوء: عليك أن تفكر يا مولاي في حياة ابنك الأمير التي هي في خطر ؟...... فإما أن تختار بين " ابنك أو ملكك " !
صاح الملك غضبا : أيها الحراس ، أيها الحراس ... تعالوا و بسرعة أخرجوها من هنا و اسجنوها ؟
كان الملك يرى ان الخادمة تحدته و لهذا السبب اشتد به الغضب
قام الحراس بسجن الخادمة التي ضحت بنفسها من أجل إسعاد ابنتها قمر الزمان .. و قادوها إلى السجن .
اخذ الحراس " قمر الزمان " ، و اجبروها على مداوة الأمير "حسان " و عندما رآها الأمير، فرح كثيرا و سعد و صارت حالته في تحسن ، و كان الملك يزوره كل يوم ليطمئن على صحته و لا حظ أن ابنه بدأ يتعافي و أصبح يأكل و يشرب و يتكلم .
عرف الملك انه كان مخطئا ، عندما أمر بسجن خادمة القصر، فأمر حراسه بإطلاق سراحها حالا ،ولما شفي ابنه الوحيد ، قرر الملك أن يكافئ الخادمة و ابنتها " قمر الزمان " بالمال الكثير، لكن الخادمة رفضت و أصرت على الملك أن يزوج ابنتها بالأمير حسان .... لأنهما يحبان بعضهما البعض .
فكر الملك مليئا في اقتراح الخادمة ، و عاد له صوابه ،ثم عرض الموضوع على الأمير فعرف من خلال ابتسامته انه في قمة السعادة ، و تيقن الملك من حبه لقمر الزمان .
سر الأمير بأن والده الملك قد اقتنع بحبه لفتاة أحلامه ، و أقيمت الأفراح و الليالي الملاح و تزوج الأمير بابنة الخادمة قمر الزمان التي أصبحت أميرة في القصر ، و تزوج الملك بالخادمة التي أصبحت ملكة و عاش الجميع في القصر في رغد و خير وحب و سعادة لا توصف .
هكذا يا أصدقائي الصغار ، تزوج الأمير حسان بفتاة أحلامه قمر الزمان و شفي تماما و ودع الأحزان و صار يعيش في خير و هناء و أمان .