بكت حتى جفّت الدموع

بكت حتى جفّت الدموع

نسرين صالح جرار

 أُحبكِ .................. رمى بها إلى مسامعها كطعمٍ في سنارة ، تلَقَّفت الطعم مثل سمكة بلهاء ، ولما علقت سحب السنارة بدهاء ، تأرجحت بين يديه ما بين موت وحياة ، تأملها بابتسامة ماكرة وأوهمها أنه سيهبها الحياة من جديد ، وضعها في بحيرته الخاصة ، فاستعادت أنفاسها .

 أحست السمكة أن الماء الذي تعيش فيه لم يعد مالحا ، فسألت الصياد عن سر عذوبة الماء ، وباختصار أفهمها أن الحب عذب ، .... هكذا هي حياة الحب ....

 ومرت الأيام والسمكة أسيرة الصياد ، تناست وحدتها وراحت تلهو مع صيادها بمرح كل يوم .

 ومع شروق شمس كل صباح .... بدأت مياه البحيرة تتناقص ، فاستغاثت السمكة صيادها ، فصدّها بقوله .. هكذا هو الحب يبدأ كثيراً عذبا ثم يتناقص .

 بكت السمكة دمعا مالحا حتى تبدّلت عذوبة الماء ملحا أجاجا ، وانهمر دمع الندم سخيا حتى جفت الدموع ..وجفت البحيرة .......... وجف الحب ....