بيتُ الياسَمين

بيتُ الياسَمين

مصطفى حمزة

[email protected]

كان يا ما كان .. كان من زمان بيتٌ دمشقيٌ جميل ، تنام في حضنه كلّ أنواع الزهور وتبوح له بأسرارها كلّ ليلة . مرّت فوقه ذات يوم شتويّ عاصف غيمة ٌسوداء ، عيناها حمراوان خدّاها جبلان ، فمُها مغارة ، أسنانُها حِجارة ، وراحت تُرسل عليه مطرَها الأسود ، تزُخّهُ زَخّاً حَسَداً من روعة جماله وشناعة قُبحها ! بكى البيتُ الحنون ، بكى كثيراً وهو يضم زهورَه إليه ذابلات مُرهَقاتٍ  ، وقدْ اكتست ألوانها الزاهية بين يديه بثوب أسودَ مُريع ! .. وظن البيتُ أنّها ماتتْ !!

هذه الحكاية يقرؤها كلّ يوم حكواتيّ ظريف ، على شبابٍ وشاباتٍ يطفح على وجوههم البشر  والحب والأمن والسلام ، يقرؤها في البيت الدمشقيّ نفسه ، وقدْ انقلبَ مقهىً صيفيّاً رائعاً تسلّق الياسمين الأبيضُ على جدرانه كلها ، يستمع للحكاية ..