بيتُ الياسَمين
11شباط2012
مصطفى حمزة
بيتُ الياسَمين
مصطفى حمزة
كان يا ما كان .. كان من زمان بيتٌ دمشقيٌ جميل ، تنام في حضنه كلّ أنواع الزهور وتبوح له بأسرارها كلّ ليلة . مرّت فوقه ذات يوم شتويّ عاصف غيمة ٌسوداء ، عيناها حمراوان خدّاها جبلان ، فمُها مغارة ، أسنانُها حِجارة ، وراحت تُرسل عليه مطرَها الأسود ، تزُخّهُ زَخّاً حَسَداً من روعة جماله وشناعة قُبحها ! بكى البيتُ الحنون ، بكى كثيراً وهو يضم زهورَه إليه ذابلات مُرهَقاتٍ ، وقدْ اكتست ألوانها الزاهية بين يديه بثوب أسودَ مُريع ! .. وظن البيتُ أنّها ماتتْ !!
هذه الحكاية يقرؤها كلّ يوم حكواتيّ ظريف ، على شبابٍ وشاباتٍ يطفح على وجوههم البشر والحب والأمن والسلام ، يقرؤها في البيت الدمشقيّ نفسه ، وقدْ انقلبَ مقهىً صيفيّاً رائعاً تسلّق الياسمين الأبيضُ على جدرانه كلها ، يستمع للحكاية ..