حكاية حمصية
انتظرت السيدة "س" شهراَ كاملاً حتى حالفها الحظ وقدِم صهريج المازوت للحي.. عندما جاء دورها تم سحب الخرطوم لسطح البناء ومع ضخ المازوت بدأ الحلم بالدفء المفتقد... في ذات اللحظة، وكما يمكن أن يحدث في أي لحظة، بدأ إطلاق النار الغزير من المحيط القريب.. تراكض الجميع إلى مدخل الدرج خوفاً من الإصابة.. انتبهت السيدة "س" أن الصبي الذي يقوم بالتعبئة والذي لا يتجاوز الثالثة عشر من العمر بقي في مكانه يتابع مهمته مع قليل من الانحناء.. صرخت على "المعلم" المختبئ قربها: "جيب الولد هلق بينصاب".. بصوت من اعتاد على المخاطر الحديثة لمهنته أجابها: " لا تخافي عليه يا أختي.. هادا من بابا عمرو ومتعود"... صعقها الجواب فصرخت: " يلعن أبو المازوت.. ما عاد بدي عبي مازوت..جيبو الولد".. ولما لم تجد استجابة من أحد، تسللت بخفة نحو الصبي وطلبت منه أن يختبئ وهي سوف تتابع عنه الإمساك بالخرطوم.. بصوت لا تخدشه أي رجفة تردد، صرخ الصبي في وجهها: "رجعي إنتي" ثم كأنه انتبه أنه من غير اللائق الصراخ في وجه من هو أكبر سناً، فتابع بصوت أخفض: "يا خاله انتي عندك ولاد...... أنا ما عندي حدا