فاعلُ خير
مصطفى حمزة
تعطّلتْ سيّارتي فجأةً وأنا عائدٌ إلى المدينة ، فركنْتُها إلى جانب الطريق ، ووقفتُ أرجو سيّارةً تُنقذني من حَمّ الظهيرة القاتل في آب الخليج ! واستجابتْ لي سيّارة بعد دقائق حسبتُها يوماً كاملاً كادَ في أثنائها دماغي أن يغلي ! فألقيتُ نفسي داخلَها وأنا أشكرُ صاحبَها العابسَ بعباراتٍ متلاحقة تُسابقُ العرَقَ المتصبّب من كاملِ جسمي .. وكان يُجيبني متمتماً :
- العفو .. العفو .. أهلاً وسهلاً
لم تسـرْ بنا السيّارةُ إلاّ بضعة كيلو مترات حتى أوقفها الرجلُ ، ثمّ طلبَ منّي ببرود أنْ أغادرَهـا !
حملقتُ إليهِ مستغرباً وسألتُهُ :
- لمَ تُنزلني هنا يا أخي ؟! المدينةُ لا تزالُ بعيدةً ، والحرّ قاتل !!
فَنَهَرني بحدّة :
- انزلْ يا أخي .. انزلْ .. ستأخذكَ سيّارةٌ أخرى بعد قليل ..سبحان الله ، ألا تريد أن يُشاركني الناسُ في الأجرِ والثواب ؟!!