اَلْعُصْفُورَتَانْ..
محسن عبد المعطي عبد ربه
اِنْطَلَقَتْ هَنَاءُ إِلَى حَضَانَتِهَا فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ سَعِيدَةً وَنَشِيطَةْ.
كَانَتِ الْحَضَانَةُ بِجِوَارِ مَسْجِدِ عَنْتَرْ.
شَدَّ نَظَرَ الْمُعَلِّمَةِ مَنْظَرُ عُصْفُورَتَيْنِ جَمِيلَتَيْنِ نَشِيطَتَيْنِ تَقِفَانِ عَلَى حَائِطِ الْمَسْجِدْ.
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:تَأَمَّلْنَ يَا تِلْمِيذَاتِي فِي خَلْقِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ وَتَفَكَّرْنَ فِي هَاتَيْنِ الْعُصْفُورَتَيْنِ الطَّلِيقَتَيْنِ الْفَرِحَتَيْنِ بِنِعَمِ اللَّهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى.
قَالَتْ هِنْدْ:لَكِنَّ الْعَصَافِيرَ حَجْمُهَا صَغِيرٌ وَوَزْنُهَا خَفِيفٌ بِالنِّسْبَةِ لِحَجْمِ وَوَزْنِ الْإِنْسَانْ.
فَمَا النِّعَمُ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى الْعَصَافِيرْ؟!!!
قَالَتْ سَلْوَى: هَلْ تَسْمَحِينَ لِي بِالْإِجَابَةِ يَا مُعَلِّمَتِي؟!!!
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: تَفَضَّلِي يَا سَلْوَى.
قَالَتْ سَلْوَى:خِفَّةُ وَزْنِ الْعَصَافِير نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.
جَنَاحَاها الصَّغِيرَتَانِ اللَّتَانِ تُسَاعِدَانِهَا عَلَى الطَّيَرَانِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.
حِفْظُ اللَّهِ لَهَا أَثْنَاءَ الطَّيَرَانِ حَتَّى لَا تَسْقُطَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهْ.
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:شُكْراً يَا سَلْوَى.
هَلْ مِنْ تَعْلِيقٍ يَا تِلْمِيذَاتِي؟!!!
قَالَتْ نُهَى: اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَهَبَ الْعَصَافِيرَ خِفَّةً وَرَشَاقَةً لَمْ يُعْطِهَا لِلْإِنْسَانِ فَهِيَ تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ عَلَى أَعْلَى الْأَمَاكِنِ بِرِجْلَيْهَا الصَّغِيرَتَيْنِ وَكَذَلِكَ تَسْتَطِيعُ الطَّيَرَانَ وَالتَّنَقُّلَ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ يَحْلُو لَهَا.
قَالَتْ ضُحَى: وَهَلْ تَشْكُرُ الْعَصَافِيرُ رَبَّهَا؟!!!
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:هَذَا سُؤَالٌ جَمِيلٌ يَا ضُحَى.
اَلْعَصَافِيرُ تُسَبِّحُ بِحَمْدِ رَبِّهَا وَتَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهَا مِنْ نِعَمْ.
أَعْطَاهَا رِيشاً جَمِيلاً ذَا لَوْنٍ بُنِّيٍ جَمِيلٍ(أَحْمَرَ غَامِقْ)وَجِسْمُهَا مِنْ أَسْفَلَ(رُصَاصِي).
قَالَتْ لَمْيَاءْ:هَلْ تَلِدُ الْعُصْفُورَةْ؟!!!
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:اَلْعُصْفُورَةُ لَا تَلِدُ وَلَكِنَّهَا تَبِيضْ.
وَتَرْقُدُ عَلَى الْبَيْضِ حَتَّى يَفْقِسَ وَتَخْرُجَ مِنْهُ الْعَصَافِيرُ الصَّغِيرَةْ.
وَبِذَلِكَ تَزِيدُ أَعْدَادُ الْعَصَافِيرْ.
قَالَتْ سَمْرَاءْ:هَلْ الْعَصَافِيرُ مِنَ الْحَيَوَانَاتْ؟!!!
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ: لَا يَا سَمْرَاءْ.
اَلْعَصَافِيرُ مِنَ الطُّيُورْ.
وَهِيَ تُصْدِرُ أَصْوَاتاً جَمِيلَةْ:صَوْ صَوْ صَوْ صَوْ صَوْ.
قَالَتْ أَحْلَامْ: اَلْعَصَافِيرُ وَزَقْزَقَتُهَا الْجَمِيلَةُ عَالَمٌ يَسْتَحِقُّ الدِّرَاسَةْ.
قَالَتِ الْمُعَلِّمَةْ:بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ يَا أَحْلَامْ.
فَالْعَصَافِيرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَمُتَعَدَّدَةْ.
وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَزِيدَكُمْ عِلْماً عَنِ اَلْعَصَافِيرِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْأُمَمِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهْ.