لأجل الحقيقة

عبد القادر كعبان

[email protected]

ابتسمت رافعة خصلة من خصلات شعرها الأشقر.. تجلس مسترخية  خلف مكتبهاعلى مقعد جلدي بساقين متعانقتين.. تحيط بها مجموعة أوراق مبعثرة.. نسخ من أعداد المجلة.. دعتني للجلوس.. الموعد الحلم قد حان!.. لقاء مع المشرفة على مجلة "حقائق نسوية".. جنون داخلي دفعني لأطرق أبواب هذا الفضاء.. صوت داخلي ألح يقول:

- أرأيت أن دفعك طموحك؟

و بعد ارتشافة من فنجان قهوتها.. رسمت ابتسامة على شفتيها ثم سألتني بنبرة فضول:

- لماذا وقع اختيارك على مجال الصحافة؟!

أجبت بثقة متناهية:

- لأجل كشف الحقيقة آنستي..

صمتت برهة.. بقيت محدقة في فنجان القهوة بعيونها الزرقاء.. كنت أنتظر منها ردا.. رمقتني بنظرات خفية و سألتني مجددا:

- لأي مدى في رأيك يمكن أن يصل أحدنا لإكتشاف الحقيقة؟

شعرت بأن حلمي يسقط فجأة و بأنني في أجواء معركة فاصلة.. ربما تكون.. لم أجد ما أقول لحظتها سوى..

- الى حيث يتطلب الموضوع مني..

وقفت تبتسم.. اتجهت نحوي تخطو بكعبها العالي.. ربتت على كتفي بمبادرة ودودة..

- لم أكن أتصور حجم جديتك..

- أتقصدين..

أومأت بحماسة الموافقة..

- ستخضعين  فورا لتدريبات عملية داخل مجلتنا تحت اشرافي..

قفزت الفرحة من عيوني.. و قبل مغادرتي.. ختمت تقول:

- أنا مجرد مطلقة.. تركني وحيدة في مواجهة القدر لأجل الحقيقة..