خريف الدكتاتور
خريف الدكتاتور
د. خليل قطاطو
أختلى بعيدا عن مستشاريه وحراسه، قلب صفحات الأنترنت وجال على شاشات الفضائيات(ما عدا قنواته المحلية) كلهم يتحدثون عن الربيع.تفتحت البراعم والأزهار،وانتشر النحل يؤدي مهنته(أو الهواية) الأزلية وحلقت العصافير في الفضاء الحر الرحب
قال في نفسه: هل فاتتني نسائم الربيع؟ تخفى ونزل الى الساحات،رأى اوراق الشجر الصفراء الذابلة تتقافز تحت عجلات المركبات العسكرية.كانت رياح الخريف الباردة تلسع جراح الصبية،وبعض العصافير ملقاة على الأرصفة بلا حراك وقد قصت اجنحتها تساءل :اهو ربيع أم خريف؟
عرفه أحد العساكر فأقبل على يديه وقدميه ليقبلهما.جاء كولونيل على عجل وأخلى القائد في لمح البصر(كالهدهد) ألى بقعة آمنة.
عاد ألى عرينه (او جحره)الأضاءة كما العادة تبهر الأبصار ولكنه لا يبصر الا ظلاما دامسا يملأ القاعة من جهاتها الستة.جلس على كرسي العرش المرصع بالذهب، نظر امامه،كان الضوء ينبعث من مكان واحد في هذه القاعة الواسعة،مرآته التي تحتل كل الجدار الشرقي.حدق......لم يصدق،بدأ شعره يتخلى عن سواده الى الأبيض،تم ما لبث ان اكتسى صفرة وبدأ يتساقط كما أوراق الشجر وكلما حاول أن يلتقطه تكسر وتفتت واختفى في العتمة.كانت ليلة مرعبة،حاول ان يصرخ فوجد ان لا حنجرة له،حاول ان يخرج فاكتشف ان ساقيه بلا قدمين.مد يده اليمنى الى سماعة الهاتف فأذا بأصابعه تطير الى السقف .وهكذا ببقية اجزاء جسده.حاول لملمة بقاياه فكان كلما وضع قطعة بجانب القطعة المكملة لها نبت بينهما كرسي. امتلأت القاعة بالكراسي وامتلأت بشظاياه الصفراء الذابلة.
صحا من كابوسه اللعين فوجد نفسه على سريره وعلى يمينه شاشة عملاقة بالبعد الثالث وصبية يتجهون نحوه يحملون لافتة بألوان الطيف كتب عليها
"الربيع" أما أمامه فكانت المرآه الكبيرة وقد كتب عليها بدمه ..........خريفي