قصص ملتهبة

نواف العامر

مقعد

إعتاد ان يلتقيهم على مقعد خشبي في متنزه ريفي يضج بالحيوية ، ينصت بإستماع لدروس في الجمال ، وأبجديات وعيه تتفتح كما زهرات السوسن على مرأى ناظريه، قرر هجران الموعد ، مات الحبيب ، وسافر الوغد ، وبقي المقعد.

ولادة

تمنى ان تكون الأزهار في حديقته ،كلما أطل بنظراته على باقة إقحوان، وذات يوم تعجل الثمر ، هوت يده الغليظة على الزهرات ، ألقى بها أرضاً بعد شيخوخة ربيعية ، تهامست البذور: " لمثل هذا اليوم ،كان الرجاء.

قمري السجين

إنساب حبهما قطرات ندى على ورقة بيلسان ، أثمر زهرة ندية ، حان موعد القمر ، أعلنت الشمس الحداد، وساد منع التجوال وبان عن إختطاف زهرة.

غبي

كانت لا تفوته وجبة من طعام ، ولا يغلق دونه باب في بيت الوفاء ، ظل على عادته سنين طويلة ، حتى كشر عن أنياب غدره مع أعمدة البيت ، بادرهم بالكرم لؤماً وبالوفاء غدراً ، جاء على حين غرة ،يسأل عن وجبة ، لم يطل الجواب: إنتهى الدرس يا غبي.

حساب

صرخ لا يلوي على كرامته ، ماذا جنيت ؟ هوت مجدداً على صفحة الحياة طعنة وشتيمة، ماذا جنيت؟ تعلم الحساب جيداً يا فتى ،منذ مباراة الأمس ونحن نردد أنت ذكي ، " صفر +صفر= واحد ، لكن لا تدمع.

وفاء رجل

غاب في بطن الحوت ، كان يكتب لها " كم أحبك" ، خطت بحبات البرد المالحة " أغنية الصبر" عاد ليزرع شجرة دون بذور في بستان مليء بالأشواك.

منشار

جلسوا في ظلها كثيراً ، كانت لهم بيتاً ، سقتهم من كفها ، تدلت حبات الزيتون لؤلؤة ، منشار مستورد قطع غصنها الأخضر ، لم يجف الزيت ، وبانت القبعات السوداء ، ولا زالت الجذور ممتدة.

نزف شجرة

لا تعرف الجفاف خضراء يانعة ، لا تتوقف عن عصر دمها ليقتات الآخرين ، وكلما تقدم الزمن تقدم الإزهار وتواصل دورة الحياة ولا شيخوخة.

حرية

جلس في خيمة بسجنه بصحراء النقب يناجي وجعه: يا حب لا تخش دركاً أو غرقاً ، فسفينتي أشرعتها تغمر عباب الرمل ، تجري على يبسها ،ودموع شوقي أمواجاً تضرب الخوف ،وتهاجم أسماك القرش ،عائدون...عائدون ...عائدون.

خليط

تمنطق بحزام من الكلمات ، ولج للمقهى وصوت ام كلثوم يلعلع : أغار من نسمة الجنوب،إرتشف فنجاناً من القهوة على عجل ، جال بنظراته في الأرجاء ، قطع تجواله صوت في الجوار : واحد يانسون بلدي ، وضمة بقدونس يا أفندي".

صفيح ساخن

صحيفة صفراء في موسم خريفي ، عنوانها الرئيس " الأمم المتحدة تدعم إعلان دولة فلسطينية بالتوافق مع الإسرائيليين" قلب عزام الصفحات ، ضرب الأخماس بأسداس ، ألقى بها في السلة المجاورة ، أدار مفتاح التلفاز"بالروموت كونترول " وقضى ساعة ويزيد مع قناة الجزيرة للأطفال ، وأطلق العنان لغفوة ، وطوال نومه ظل يردد " أنا  بوليس ، أنا بوليس ".

يوم " نص كُم"

فرح بزهرات وردية في موسم الخريف ، وأشار لي " انظر ها هي في باحة المنزل ، زاهية اللون ، شقت التربة دون أن أكلف نفسي عناء سقايتها ، سألني عن إسمها " قلت ببسمة صفراء " من لا يعرف "سراج الغولة " ومع ساعات المساء ذوت قبل أن يطلع عليها نهار جديد.