الجزيرة.. وبكائية العرب

الجزيرة.. وبكائية العرب

عبد الرحيم صادقي

[email protected]

اتجه مراسل الجزيرة تلقاء الصحراء. لَحِقهُ صحافي مَكتبيٌّ رسمي. ثم فجأة ظهر الصحافي يقول: يا ويلي، لقد شطر المراسل البلد شطرين! اتجه المراسل نحو العاصمة. لحق به الصحافي. ثم سُمِع الصحافي يقول: يا ويلي، لقد صَوَّر المراسل مواطنا يعيش في كنيف! انحرف المراسل يمينا فانحرف الصحافي يمينا، ثم قال: لقد التقط المراسل صورا حية لأُسَر تعيش على القمامة.

قال المغرب للمراسل: أنت منحاز. قالت الجزائر: أنا في غنى عن نقدك. قال العراق: أنت جاسوس الأمريكان. قال الأمريكان: أنت تشوه قضيتنا في العراق وأفغانستان. قالت العرب: إنك تحرض علينا الغوغاء. قالت عصابة رام الله: أنت بوق الإخوان. قال الإخوان: لا تُضيِّفوا الصهاينة! قال الصهاينة: لا تُدَعِّموا الإرهاب! قال الخليج: أتبغي في أرضنا الفتنة؟! قال معارض: لماذا تتستر على فضائح نظامِك المُبَجَّل!..أنت مع صدام..أنت مع إيران..أنت مع حماس..أنت تثير الحماس..ما صِلتُك بابن لادن؟ وتشي غيفارا؟..لماذا لا تتكلم عن هاواي؟ قال آخر: بلادُنا في نماء. قال زبناء المقهى: لا تحرِمْنا الكُرَة برب السماء!

ثم فجأة سُمِع الصحافي يقول: إن المراسل يقول: لقد فرَّ الرئيس زين الهاربين..لقد خرج المصريون إلى الشارع يطلبون رحيل الرئيس..استفتاء في السودان..أسرار في فلسطين.

طرد العربُ المراسل. استمر المراسل يصنع الحدث، واستمر الصحافي يُلاحقه.