عادل.. إمام.. عادل

يوسف هداي الشمري

[email protected]

_ إيه يا سي عادل ، وإيه كمان ؟ .

لقد حصلت على كل ما يطمح إليه امرؤ يعيش على هذه البسيطة ، وفي هذا الزمان تحديدا . الشهرة وحدها تكفي . . حب الجماهير العربية لي من أقصاها إلى أقصاها . لعل عددهم اليوم يربو على ثلاثمائة مليون عربي . كلهم يعشقون عادل إمام . نجم السينما والمسرح . . . . والتلفزيون ! .

لو خيروني بين المال الذي جنيته وهذه الجموع الغفيرة من المعجبين ، ماذا سوف أختار ؟ . سؤال كان قد أحرجني به أحد المذيعين . وأنا جالس خلف كاميرا التصوير . . .

قلت حينها :

_ الجمهور طبعا .

 هل كنت صادقا ؟ ! .

أما عن الجنس اللطيف ، حدث وبلا حرج . من كل الطبقات ومن جميع الجنسيات . من المحيط إلى الخليج . بنات أمراء ، يذرفن الدمع دما لأجلي . سيدات مجتمع ، يركعن أمامي بكل إذلال . ممثلات ، مذيعات ، مغنيات . من كل صنف ولون . . . كل هاتيك النسوة عشقنني . . . ورغم شكلي . . !

لعل هذا الوجه كان العامل الأساس في كل ما حققته من نجاح . كل من ينظر إلي لا يتمالك نفسه من الضحك . حتى أنا ، عندما حدقت في وجهي أمام المرآة . . . ضحكت ! .

كل بلد أزوره ألتقي برئيسه . لدرجة أن صار لدي ألبوم كامل من الصور التي تجمعني مع جل الرؤساء العرب . وماذا تريد بعد ؟ . بل ما الذي لم تحصل عليه بعد ؟ . . . الملك ! . وهل تطمح بأن تكون ملكا ؟ ! . لا . . ولكن ماذا عن حلم ليلة البارحة ؟ . عمة خضراء تلوح أمامي ، وصوت جهوري يرن في أذني :

_ قم . انهض . لا تنم . إنك أنت الرجل الموعود . أنت الذي . . . .

انتفضت . شربت قدحا من الماء . بسملت . حوقلت . رجعت إلى الوسادة . نمت . نفس الصوت ونفس النداء . يأمرني بالنهوض والخروج .

_ لماذا أنا بالذات ؟ .

_ لأنك الرجل الذي اختارته السماء . . ثمة صفات تنطبق عليك ، فلا بد أن تكون أنت . . يعرفه كل الناس ويحبونه . كل من يراه عندما يظهر يحدث نفسه بأنه قد شاهد هذا الوجه مسبقا . فهل هناك من هو بشهرتك وشعبيتك ؟ .

_ أنا . . . ! ؟ .

_ تقول الروايات بأنه هش بش . أي أنه مضحك . وباللغة الفنية كوميدي . . .

_ هناك العشرات من الفنانين الكوميديين غيري . لماذا أنا بالذات يا مولانا ؟ .

_ ألم تلحظ اسمك ؟ . عادل إمام . متى ما قلبناه ماذا يصبح ؟ .

_ عادل إمام . . . إمام عادل . نعم ، إمام عادل . آ . . . . ه . والله أنني لعادل . وكم أكره الظلم . ولكن ، لست بإمام يا مولانا .

_ بل أنت الإمام . . . أنت . . . أنت . . أنت .

_ وكيف الخروج ؟ . ومن يسندني إذا ما واجهت كل هذه القوات من جيوش مدربة و شرطة ومخابرات ؟ .

_ لا عليك . سوف ندعمك . إن خطاك مسددة من فوق إن شاء الله . سوف يأتيك المدد من حيث لا تدري . ولن تكون لوحدك .

مذ أبصرت النور عيناي ، وثمة إحساس يراودني بأن لي شأنا في هذه الأمة . ولسوف أغير العالم . وقد تخيلت لفترة من الزمن أنني ساهمت في الإصلاح عن طريق الفن . وكم كنت واهما . . لم يكن الفن سوى وسيلة ليعرفني الناس . أما مهمتي الأسمى . . ستكون . .

_ لكل حادس حديس ! .