المستشار
حسين راتب أبو نبعة
جامعة الملك عبد العزيز
كلية المعلمين بمحافظة جدة
عبر النافذة الزجاجية في الكاونتر الحدودي يتأمل الشرطي بجواز سفر أحدهم قبل أن يدمغه بخاتم المغادرة ثم يلقي نظرة فاحصة على المواطن – صاحب الجواز –
- عفواً , ما هي طبيعة عملك ؟
- مستشار مبيعات ! قالها بصوت مسموع و كانت زوجته الشابة تقف بجواره
جحظت عينا الشرطي المرح عجباً مما سمع ،فوجه سؤالاً آخر للمواطن و قد انتابته نوبة من الفضول: أخي أنا لم اسمع بهذه التسمية أو المهنة من قبل سيما و أنت شاب في أواخر العشرينات؟ شعر الشاب بشي من الإحراج و أحس بشئ من التشكيك في نبرة الشرطي ، ولكن قبل أن يجيب نظر إلى ميمنته فإذا بزوجته – التي ربما أتعبها الوقوف والانتظار- قد تنحت جانباً و جلست على أحد المقاعد البلاستيكية في قاعة المغادرين.
يعود الشرطي متسائلاً: هل تقصد مندوب مبيعات ؟ يبتسم الشاب قائلاً : نعم سيدي ، هذا بالضبط هو عملي إذ أقوم بالبيع و آخذ نسبة بالإضافة إلى راتبي المتواضع.هز الشرطي رأسه قليلاً ثم ناوله جواز سفرة قائلاً له بالسلامة يا سيادة المستشار !