قصة ليلى والذئب

نسخة عصر العولمة

د. محسن الصفار

[email protected]

كان يا مكان في أحد الأزمان بنت جميلة اسمها ليلى، كانت تُحب الرقص والغناء ولكن أهلها المتزمتين كانوا يُريدون إفساد مستقبلها عبر حثها على الدراسة والحصول على شهادة جامعية، كانت ليلى تستغل فرصة إرسالها إلى بيت جدتها كي تُمارس هوايتها المفضلة في الرقص والغناء في الغابة التي تسكنها الجدة وحيدة لأن معاشها التقاعدي لا يكفيها أن تسكن في المدينة.

وفي يوم من الأيام خرجت ليلى وهي ترتدي ردائها الأحمر الطويل متجهة إلى بيت الجدة وما إن اجتازت تقاطع الطريق حتى خلعت الرداء فظهر من تحته الفستان القصير، وأخرجت علبة المكياج ووضعت على وجهها من كل لون ونفشت شعرها وركبت الدراجة النارية خلف صديقها (بوي فريند) متجهة إلى بيت جدتها.وصلت ليلى إلى بيت الجدة فدقت الباب فلم تسمع جواباً! فتحت الباب فوجدت ذئباً كبيراً يرقد في فراش جدتها وقد وضع ردائها، قالت ليلى:

ـ جدتي هل هذه أنت؟

أجاب الذئب الكبير:ـ نعم يا حبيبتي.ـ ولكن لماذا صوتك أصبح أجش يا جدتي؟أجابها الذئب:ـ يا حبيبتي مطربات هذا الزمان صوتهن كمثل نهيق الحمار ولا أراك تعترضين!! والآن تعترضين على صوت جدتك المسكينة.ـ معك حق يا جدتي، ولكن لماذا أصبح لديك أنف طويل هكذا يا جدتي؟ـ لأن طبيب التجميل مسافر في إجازته السنوية وسأقصر أنفي حالما يعود.ـ ولِمَ هذه الأنياب يا جدتي؟ـ ألا تري يا عزيزتي أن جميع الأمم قد غرزت أنيابها في جلودنا، فلا بد أن نستعد لها بأن يكون لدينا أنياب نحن أيضاً.ـ حسناً، ولكن لماذا هذا الشعرعلى يدك؟وهنا غضب الذئب وأزاح الوشاح ووقف وصاح:ـ أنت جئت كي تُعطيني كعكة أم تفتحين لي محضر تحقيق؟ هاتي الكعكة.ارتعبت ليلى وقالت:ـ لا لن أُعطيك الكعكة، أنت لست جدتي بل الذئب الشرير.ـ ما شاء الله على هذا الذكاء الحاد!! الآن فقط عرفتي؟ ستُعطيني الكعكة، فالموضوع ليس نقاشاً حول الديموقراطية، وأنا وإن كنت ذئباً شريراً والتهمت جدتك ولكني أُمثل الشرعية الدولية عبر تطبيق قانون الغابة، وقانون الغابة ينص على حقي في إلتهام أي شخص أشاء وفي أي وقت أشاء.ـ هل أنت ذئب أم (جورج بوش)!؟ـ كله واحد يا حبيبتي. والآن أعطيني الكعكة كي آكلها بينما ترقصين لي على أنغام الموسيقى.ـ وجدتي!؟ـ جدتك أصبحت من الماضي وانتهت، وعلاقتنا أنا وأنت هي المستقبل.ـ لا، لا، سأُنادي الصياد كي يقتلك ويُخرج جدتي.ـ أي صياد هذا؟ الصياد نائم في العسل ولا يدري بشيء مما يدور حواليه، وثم من أين ستخرجين جدتك؟ جدتك هضمتها أنا وأصدقائي ولم يبقَ منها شيء، بينما أنا وأنت لدينا مصالح مشتركة.سألته ليلى بريبة:ـ كيف ذلك؟أجابها الذئب:ـ أولاً بعد موت الجدة أنت سترثين أموالها.ـ صحيح؟ـ طبعاً ومن ثم سيكون لديك موضوع تتحدثين عنه أمام الصحافة، وبذلك يُمكنك الحصول على الشهرة، كما أني سأحميك مقابل أي هجوم من ذئاب أخرى.ـ معك حق أنت حبيبي أيها الذئب، سأُسلم نفسي لك كي تحميني وتحقق أحلامي، وسأكون فخورة بأنني عشيقة الذئب ومحظيته!!

ضمها الذئب إلى صدره وفكر في نفسه: طبعاً يا حبيبتي أنتِ في حمايتي حتى يحين  دوركِ وألتهمكِ أنتِ الأخرى مثلما التهمت جدتكِ من قبل.وعاش الجميع عيشة سعيدة.