ثمن الخبز

عبد القادر كعبان

[email protected]

يقتحم ضوء الفجر كعادته غرفتي من خلال ثقوب النافذة. حينها كنت أتسلل من فراشي بخطوات صامتة ملتقطا ثيابي من على الأرض. ثم أعود و أسحب الاغطية المتكورة تحت اخوتي الصغار لأعيد تغطيتهم بها.

أرتدي ثيابي على عجل، ثم أخرج مسرعا متناسيا شرب القهوة. كنت أعتبر مادة  الخبز أساسية على الطاولة صباحا و كان شرائها  من مهامي اليومية.

وصلت المخبزة كعادتي، وعدت  لأطمئن على ثمن الخبز ولكن.. ثقب كبير في جيبي.. فوجئت بصوت الفران يقول مبتسما:

-الأول كالعادة.. اترغب في..

بدا وقع تلك الكلمة (اترغب) غريبا، فهمست لنفسي: أيمكن ان أحصل على أرغفة الخبز بدون..

داهمتني كلماته:

-ستة أرغفة طبعا..

هززت رأسي من دون أن أنطق بكلمة.

ثم أضاف قائلا:

-سيكون الخبز جاهزا بعد نصف ساعة.

تنهدت ثم انطلقت أعدو مسرعا الى البيت لاحضار ثمن الخبز. وصلت وقبل دخولي توقفت متسائلا:

-هل سيتفهم اخوتي عودتي اليهم من دون الأرغفة المعتادة؟

دخلت. فاجأني وجود خالي ملتفا حول اخوتي الصغار وهم يرتشفون قهوة الصباح و الفرحة بادية على محياهم. ما أثار انتباهي للوهلة الأولى أرغفة الخبز المفرودة على الخرقة السميكة، التي كانت تمدها أمي يوميا على الطاولة.

ثم أقبل ليضمني مبتسما:

-تأخرت كالعادة..