ثمن الخبز
عبد القادر كعبان
يقتحم ضوء الفجر كعادته غرفتي من خلال ثقوب النافذة. حينها كنت أتسلل من فراشي بخطوات صامتة ملتقطا ثيابي من على الأرض. ثم أعود و أسحب الاغطية المتكورة تحت اخوتي الصغار لأعيد تغطيتهم بها.
أرتدي ثيابي على عجل، ثم أخرج مسرعا متناسيا شرب القهوة. كنت أعتبر مادة الخبز أساسية على الطاولة صباحا و كان شرائها من مهامي اليومية.
وصلت المخبزة كعادتي، وعدت لأطمئن على ثمن الخبز ولكن.. ثقب كبير في جيبي.. فوجئت بصوت الفران يقول مبتسما:
-الأول كالعادة.. اترغب في..
بدا وقع تلك الكلمة (اترغب) غريبا، فهمست لنفسي: أيمكن ان أحصل على أرغفة الخبز بدون..
داهمتني كلماته:
-ستة أرغفة طبعا..
هززت رأسي من دون أن أنطق بكلمة.
ثم أضاف قائلا:
-سيكون الخبز جاهزا بعد نصف ساعة.
تنهدت ثم انطلقت أعدو مسرعا الى البيت لاحضار ثمن الخبز. وصلت وقبل دخولي توقفت متسائلا:
-هل سيتفهم اخوتي عودتي اليهم من دون الأرغفة المعتادة؟
دخلت. فاجأني وجود خالي ملتفا حول اخوتي الصغار وهم يرتشفون قهوة الصباح و الفرحة بادية على محياهم. ما أثار انتباهي للوهلة الأولى أرغفة الخبز المفرودة على الخرقة السميكة، التي كانت تمدها أمي يوميا على الطاولة.
ثم أقبل ليضمني مبتسما:
-تأخرت كالعادة..